واشارت الصحيفة الى ان قائمة الأسماء التي أعدها السياسي روبرت سيسيل تعطي نظرة ثاقبة على بدايات الخدمة السرية في البلاد.
ولأكثر من قرن من الزمان، ظلت هذه الوثيقة في الأرشيف الوطني دون أن يمسها أحد، بعنوان "أسماء رجال الاستخبارات".
وتكشف هذه الوثيقة كيف أنشأ سيسيل شبكة تجسس سرية واستخدمها للتجسس على الملوك الأوروبيين لصالح العرش الإنجليزي.
وقال المؤرخ ستيفن ألفورد الذي حاول جمع أسماء المخبرين إن سيسيل بدأ في كتابتها في عام 1596، في مجلد "متنوع" بواسطة أمناء الأرشيف الفيكتوريين.
وأضاف: "كان لدى الفيكتوريين عادة، حيث إذا عثروا على أوراق لا معنى لها بالنسبة لهم، أو كانت غامضة بعض الشيء ولا يمكن حفظها بطريقة مرتبة وأنيقة، كانوا يضعونها في مجلد ويتجاهلونها. وهنا يجد المؤرخون أشياء مثيرة للاهتمام حقا".
وقال ألفورد إن "معظم الجواسيس في القرن السادس عشر كانوا يعملون لصالح رجال البلاط وكانوا عادةً مجموعة من المحتالين، رجال الاستخبارات في هذه القائمة مختلفون، كان هؤلاء أفراداً جادين، والكثير منهم تجار دوليون".
في السابق، اعتقد الباحثون أن سيسيل كان لديه عدد قليل من الجواسيس، لكن أبحاث ألفورد تشير إلى أنه كان لديه شبكة منظمة تضم أكثر من 20 جاسوساً، في لشبونة وكاليه وبروكسل وإشبيلية وروما وأمستردام واسكتلندا والسويد وأماكن غير محددة في أماكن أخرى.
وقال ألفورد: "لقد اختار التجار لأنهم يسافرون، ويمكنهم القراءة والكتابة، ويتحدثون اللغات الأوروبية ولديهم شبكات خاصة بهم".
عام 1588، عندما حاول فيليب الثاني ملك إسبانيا الكاثوليكي غزو إنجلترا البروتستانتية والإطاحة بإليزابيث، كان سيسيل قلقًا بشأن احتمال وقوع هجوم بحري إسباني ثانٍ في تسعينيات القرن السادس عشر.
وقال ألفورد: "هناك طاقم واحد من الجواسيس، شقيقان يراقبان ساحل المحيط الأطلسي، لمعرفة ما إذا كانت هناك أي سفن إسبانية تبحر في أسطول جديد أو تقوم باستعدادات عسكرية وبحرية، لقد تظاهروا بأنهم يشحنون بضائع محظورة بين فرنسا وإسبانيا، ولكنهم في الواقع كانوا يذهبون إلى الموانئ ويعدون التقارير عن النشاط البحري، ويحصون السفن".
ويشير الخط الموجود في الملفات المختلفة إلى أن سيسيل اعتمد على "مجموعة صغيرة موثوق بها من الأفراد" لمساعدته في إدارة عمليته السرية.