موجُ الناس لم يَأبهْ لعدّادِه وارقامِه/ فعلى ارتفاعِ شعبٍ أَحبَّ السيد.. شاركَ السادة الحضور، وشكّلوا سلسلةً بشريةً وفيّة وَدّعت الأمينين العامين لحزبِ الله السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين/ فاضتِ الجموعُ عن مدينةِ كميل شمعون الرياضية وحَلّقت في الشوارعِ والمَساربِ المحيطة، ولَفّت النعشين من قُربٍ وبُعد، ولامست لحظةَ المصير ويقينِ الاستشهاد.// وفي الدقيقة التي رُفِعَ فيها نعشُ السيد نصرالله تَعلوه عِمامتُه.. انطلقَ سَيلانُ العيون، والذي جاءَ متأخراً خمسةَ اشهرٍ عن لحظةِ الاغتيال//. كان أحداً لا يُشبهُ الآحاد.. عَقد فيه المُناخُ صفقةً معَ التشييع فأَعارهُ شمساً للمناسبة.. وتّكفلت حرارةُ الناس بإلغاءِ برودةِ الطقس وتعطيلِ مفاعيلِها لساعات// نَجحتِ المقاومةُ والشعبُ والجيش في تأمينِ مراسِمَ جاءت بتنظيمٍ عالٍ وحشودٍ قالت إنها شهود/ انضباطٌ لأكبرٍ تجمّعٍ من نوعِه.. وتنظيمٌ لم تَخرُقْة ايٌ من حوادثِ الشغب.. وجيشٌ معَ قُوى امنية طَوقّت كلَ المداخل وحَلّقت أسرابُها في السماء/ وحدّهُ العدوُ الاسرائيلي خرقَ التشييعَ بطائراتٍ حربية لامستِ المدرّجات، وفَعَلها على مرتين اثنتين/ كانَ الهدفَ إرهابُ الحاضرين الذين نَظروا الى الاسرابِ المعادية بعزيمةِ البقاء وتابعوا مَسارَ حزنِهم دونَ حتى الصلاة على الجثمانين/ ولمّا لم تنفعُ محاولةُ الارهابِ الاسرائيلية أَقدمَ جيشُ العدو على نشرِ مقاطعَ مصوّرة قال إنها للحظةِ اغتيالِ نصرالله ومعَه قائدُ جبهةِ الجنوب علي كركي وقادةٌ آخرون داخلَ مَقرِ القيادة التابعِ لحزبِ الله/ وهي المشاهدُ التي احتَفظ بها العدو خمسةَ اشهر، لكنه نَفّذ بها اليوم غارةً وهميةً على المشيعين من حضورٍ شعبيٍ ورسمي.// إذ حَضرَ رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري بصفةٍ شخصية وممثِلاً رئيسَ الجمهورية العماد جوزيف عون،/ فيما مَثّل وزيرُ العمل محمد حيدر رئيسَ الحكومة نواف سلام,/ اضافةً الى مشاركةِ رئيسِ مجلسِ الشُورى الإيراني محمد باقر قاليباف ووزيرِ الخارجية عباس عراقجي/ وابتعدت عائلةُ السيد نصرالله عن الخطوطِ الامامية, فجَلست زوجتُه وابنتُه معَ النساء على المدرّجات// وبعدَ نهارٍ كانَ موصولاً بليلٍ طويل، ووُري الشهيد حسن نصرالله الثرى في ريفِ ضاحيتِه الجنوبية/ خَرجَ نصرالله اليوم الى المَرقدِ الاخير.. سيرتاحُ فيه جسداً وتطوفُ روحُه قائداً هَزم مرةً اسرائيل.. ووَقف مرابضاً مقاوماً ثم شهيداً لاجلِ فِلسطين/ لاحقه عدُوه حتى يوم وداعه .. واشرف على النظرة الاخيرة لكنه وجد ان خلف نصرالله شعبا امينا على العهد/ وهو نفسُه الشعب الذي سيكون امينا على عهد بدأه لبنان ..وقوامُه الدولة/