نعمة جورج افرام، أولُ اسمٍ يُسجَّلُ في قلم الاقتراع الرئاسي / ومن فَوْرِهِ شَغّل ماكينتَه السياسية للاجتماع بالكتل/ لكنَّ الاجتماعَ المِحَكّ سيكونُ غداً في معراب //. قَرَّر افرام خوضَ الاستحقاقِ ببرنامَجٍ مستَمَدٍّ من روح "مشروع وطن الإنسان"/ مرفوعاً على ثلاثةِ أعوامٍ من تعبيدِ الطريق نحو قصرِ بعبدا/ وفي زمنِ التحوُّلات/ طَرَحَ نائبُ كسروان خِطابَ القَسَمِ الاستباقي / وبعد تِلاوةِ بيانِ الترشح/ تمنى افرام أن ينالَ نِعْمَةَ تأييدِ وثقةِ الكتلِ النيابية / وعلى قاعدة اللهمَّ اشْهَد أَنِّي "ترشحت"/ قال: إنْ لم يَبْنِ الربُّ البيتَ ، فباطلاً يَتعبُ البَنَّاؤون/./ لكنَّ الَّلعِبَ الرئاسي سيبدأُ من لقاءِ رئيسِ حزب القوات اللبنانية سمير جعجع غداً، والذي يَحتفظُ بارشيف العام الفين عندما أَدارَ موارنةٌ من ذاك الزمانِ معركةَ إخراجِ الحكيم من السِّجن، ورَفعوا عريضةً تحملُ ظِلالَ البطريركِ صفير وتأييدَه . حينَها ارتأَى جورج فرام أنْ يكونَ توقيعُه " باراف paraphe" اي بالأحرفِ الأولى مَنعاً للحَرَجِ المحلي والاقليمي . واليومَ من غير الواضح ما إذا كان جعجع سيَمنَحُ نجلَ وزيرِ الكهرَباء السابق تأييداً بالأحرفِ الأولى أم أنه سيَضرِبُ " فرام " على الاسم بانتظار تبلوُرِ صورةِ ترشيحِ رئيسِ حزب القوات شخصياً . فلوائحُ الشطبِ لم تَكتملْ في بورصة الأسماءِ المطروحةِ والمفتوحة / بَدءاً من "عماد " المرشحين سليمان فرنجية / وليس انتهاءً بإعلانِ جعجع الشفهي أنه مرشحٌ طبيعي تماماً كقائد الجيش جوزف عون زائداً الأسماءَ المطروحةَ في سوقِ التداولِ الرئاسي/./ وباتجاه معراب كان حَراكُ تكتلِ الاعتدال/ في مسعىً مع القوات الى ايجادِ حلولٍ تؤدي الى سَدِّ الفراغ الرئاسي من خلال انتخابِ مرشحٍ ينالُ الإجماع/ وعن دعم الاعتدال لجعجع؟ انتهى اللقاءُ بخلاصة "لما نوصل ليها .. بنصلي عليها" /./ واحتياطاً لنجاحٍ محقَّقٍ في جلسةِ كانونَ الثاني، وتهيُّباً لوصول الرئيسِ على حينِ انتخاب، عُلم ان دوائرَ القصرِ الجمهوريِّ الفارغ بدأت نفضَ الغبارِ عنه، وقد دُعِي الاعلامُ التِّقْني الى جولةٍ الاسبوعَ المقبل لتفقُّدِ وسائلِ النقلِ والارسال واجراءِ فحصٍ عَينيٍّ على اجهزةِ البثِّ المباشِر .الفراغ في بعبدا يَنتظرُ رئيساً من منتوجات العام الفينِ وخمسةٍ وعشرين، اما في قصر الشعب السوري الفارغ/ فقد بدأ موسِمُ الحج نحو دمشق / ووصلَها وفدٌ قطريٌّ تركي / وآخَرُ تركيٌّ تركي يضمُّ وزيرَ الخارجية ورئيسَ جهاز الاستخبارات/ لمعاينة مَيدانٍ أصبح بعُهدة هيئةٍ يتولاها جولاني معروف باقي هُويةِ القاعدة قبل جبهة النصرة/ معطوفةً على حكومة انتقاليةٍ بمُهلة زمنية / وزراؤها سِيماهُم في وجوهِهم/ وهو ما دفع بوزيرِ الخارجية أنتوني بلينكن/ إلى القدومِ على وجه السرعة / مستهلاً جولتَه من الأردن وصولاً إلى تركيا في مسعىً لطمأنة دولِ الطَّوق والوقوفِ على خاطرِها في تشكيل الحكومة السوريةِ الجديدة / وبثِّ روحِ الطمأنينة غَداة الانهيارِ السريع للنظام وسيطرةِ فصيلٍ يتألف من فصائلَ مسلحة /لا أحدَ يعلمُ متى يقعُ الخلافُ بينها / حتى مجموعةُ السبع حَجزت لها مكاناً في ساحة الأُمَوِيين وأَعلنتِ استعدادَها لدعم عمليةٍ انتقالية في سوريا بما يؤدي إلى حُكمٍ موثوقٍ وغيرِ طائفي/ وروسيا الكبرى فَتحت خَطاً ساخناً مع الإدارةِ السياسية لهيئة تحرير الشام ووَصَفَت الاتصالاتِ بالبنَّاءة/ وتعولُ على استمرار قاعدَتَيها في سوريا/ مجموعاتٌ ودولٌ عظمى تحَوَّلت إلى جنديِّ احتياطٍ لدى ادارةٍ سوريةٍ حاكمة اليوم بعدما كانت تفاوضُها كعصاباتٍ بالامس.