سيطرت في شمع/ هدمت مآذن في طيرحرفا/ وصلت الى البياضة/ أطلت على بحر صور/ دبدبت في الخيام/ حامت فوق بنت جبيل.. ومع ذلك فقد وصلها اليوم مئتان وخمسون صاروخا ومسيرة كدفعة على نهار واحد/ من سهول واودية غير منظورة ظهرت صواريخ المقاومة نحو اسرائيل فبلغت مدى غير مسبوق ووصلت الى أشدود التي تبعد عن غزة ثلاثين كيلومترا وعن الحدود اللبنانية حوالي مئة وستين كيلومترا// في علم المساحات والمدن المحروقة فإن المقاومين اخترقوا الطوق الناري وخرجوا من باطن الارض الى فضاءات اسرائيل التي اعتمدت اليوم صفارات الإنذار جدولا دائما/ وأحصت اذاعة الجيش الاسرائيلي استخدام صفارات الانذار خمسمئة مرة منذ ساعات الصباح/ وهذا المساء وصلت دفعة من الصواريخ الى محيط الخضيرة ونتانيا مرفقة برسالة للمقاومة أن تل بيب مقابل بيروت/ وانشغال المقاومين جوا واكبته عمليات برية ادت بحسب الرصد الى انسحاب قوات الاحتلال من البياضة في الناقورة، والى تدمير خمس دبابات في كل من البياضة ودير ميماس/ ولم تعلن اي من بيروت او تل ابيب ان مسار التفاوض لوقف اطلاق النار قد اصابته النيران المباشرة حيث يرأس بنيامين نتنياهو الليلة اجتماعا على بنود الاتفاق/ غير ان نتنياهو "المفاوض" اصبح اسير سجنين اثنين الاول من الجنائية الدولية والثاني داخلي مع تقدم مهلة مثوله امام القضاء الاسرائيلي في قضايا فساد ورشوة اضيف اليها ما يعرف ب"جواسيس مكتب بيبي"،/ وستناقش وزارة العدل الاسرائيلية الليلة طلب نتنياهو تاجيل الادلاء بشهادته لمدة اسبوعين بسبب مذكرة الاعتقال الدولية// مجرم الحرب حبيس السجنين لن يتوانى عن ارتكاب جرائم ضد الانسانية خلال هذه المهلة لاضافتها الى السجل الدموي/ غير ان كل حصاده من بيروت الى الجنوب لم يستهدف سوى المدنيين والجيش اللبناني/ إذ تعرض مركز الجيش افي منطقة (العامرية) بين صور والناقورة للقصف المعادي بالقذائف المدفعية ما ادى الى استشهاد عسكري واصابة ثمانية عشر آخرين بينهم اصابات بليغة وذلك بحسب بيان الجيش الرسمي/ وقد اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزا للجيش في الجنوب يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف النار / وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701/ ورأى أن رسائل العدو الإسرائيلي الرافض لأي حل مستمرة، وكما انقلب على النداء الأميركي-الفرنسي لوقف إطلاق النار في أيلول الفائت، ها هو مجددا يكتب بالدم اللبناني رفضا وقحا للحل الذي يجري التداول بشأنه/ وفي بريد المدنيين ضحايا لا يزال بعضها تحت الانقاض .. ومنها من ظلت عالقة بين الركام منذ انفجار البسطة الذي بلغ عدد شهدائه تسعة وعشرين . وفرق الانقاذ امضت في بلدة شمسطار البقاعية اكثر من خمس عشرة ساعة لانتشال الضحايا، لكن احلام الاطفال .. لم يتم انتشالها / فنامت الى الابد مع الامهات والعاب الغد.