صِيتُ "الفشل" يسبِقُ لقاءَ القاهرة. والتأنِّي في قراءة الفاتحة عن روح التفاوض/ معقودٌ على نوايا بنيامين نتنياهو الخبيرِ في تعطيلِ الحلول/./ وقَطعاً للتُّهمةِ الجاهزةِ بالعرقلة / أَعلنت حركةُ حماس إرسالَ وفدٍ برئاسة خليل الحية إلى القاهرة/ بعد دعوةٍ تلقَّتْها من الوسطاءِ في مِصرَ وقطر لا للمشاركة إنما للاطِّلاعِ على نتائجِ المفاوضات الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة. وتجنُّباً للتفاؤلِ المُفرِط/ فإنَّ حماس تريدُ إجراءاتٍ عمليةً لما تم الاتفاقُ عليه سابقاً وليس مزيداً من المفاوضات معَ تأكيدِ التزامِها بتنفيذِ إعلانِ بايدن وإلزامِ الاحتلال بوقفِ تعطيلِ التوصل لاتفاق/./ لكنَّ حساباتِ حماس ومنذ الثاني من تموز لا تتلاءمُ وبيدرَ بنيامين نتنياهو/ الذي وفي كل جولةٍ كان يَستخرج " أرنب" التعطيلِ بشروطٍ وتعديلاتٍ جديدة/./ وبعد العَصفِ التفاوضي على مدى أيامِ وليالي محادثاتِ القاهرة الثلاثية، المصريةِ الإسرائيليةِ الأميركية/ تَقدمتِ المفاوضاتُ إلى الوراء بتعهد نتنياهو لجو بايدن بالتراجعِ أمتاراً من جهة البحر/ من أصل أربعةَ عشَرَ كيلومتراً يمتدُّ عليها مِحورُ فيلادلفيا المحتَل، وأعلن أنه إذا حصل على موافقةٍ من حماس بشأن فيلادلفيا فإنه لن ينسِفَ الصفْقةَ في ممر نتساريم. وبذلك يكونُ قد فَخَّخ التعهدَ بربطِ المسارَيْن بين المحورين/ مع يقينه بأن حماس بزعامة السنوار لن توافق على تواجد عسكري إسرائيلي ولو محدود في محور فيلادلفيا وتُعدّه احتلالاً. وربطاً، فقد نقلت رويترز أن خلافاً وقعَ بين نتنياهو والمفاوِضين الإسرائيليين بعد تمسُّكِه بإبقاء الجيش في مِحور فيلادلفيا /./ اختلف نتنياهو مع فريقِه المفاوض وخالَفَ توصيةَ المؤسسةِ العسكرية الإسرائيلية بأنْ لا جدوى من البقاء في المحور، متذرعاً بالقضاء على الأنفاق//. وعن هذه الذريعة نَقلت "معاريف" عن اللواء يتسحاق بريك أن نتنياهو أخبرَهُ بأنه لا يوجَدُ حلٌّ للأنفاق وأنه يَخشى انهيارَ حكومتِه وخَلُص بريك إلى أن نتنياهو يتصرفُ من منطلَقٍ شخصيٍّ لا وطني / والموقفُ نفسُه انسحبَ على بيانِ عائلاتِ الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية الذي اكد أن نتنياهو يعرقلُ الصفْقةَ بشكلٍ مُمنهَج ويتصرفُ وَفق مصالحَ سياسية/ وهو ما يَتلاقى أيضاً معَ مواقفِ غالبيةِ المحللين الإسرائيليين بقولهم إنَّ نتنياهو سيواصلُ تخريبَ المفاوضاتِ وإجهاضَها/./
أما المَيدانُ فكان له كلامٌ آخر/ وإذ تَركت حماس تقريرَ مصيرِ مِحور فيلادلفيا من الجانب المصري باعتباره أرضاً سياديةً مصرية / فإنها وعلى الجانب الفلسطيني منه في رفح تخوضُ معاركَ ضاريةً مع قواتِ الاحتلال/ وأَوْكَلت لمسيّرة " الزواري" الانتحارية مَهمةَ الإغارةِ على القواتِ المحتلة لممر نتساريم/ مع قيمةٍ مضافة بإطلاقِ الصواريخ على مَعبر كيسوفيم من باب الاحتياط/./
وباستنساخِ التجرِبةِ، وبثِّ "سموم" التفاؤل عن أنَّ المؤشراتِ الأوليةَ إيجابيةٌ وبنَّاءة/ شَهدت ساعاتُ ما قبلَ محادثاتِ القاهرة المرتقبة/ سلسلةَ اتصالاتٍ أوروبيةً معَ طهران تعبِّرُ عن القلق الشديد إزاء تصاعدِ التوتر في المنطقة. أما الولاياتُ المتحدة الأميركية الواقعةُ بين حَدَّيِ العجزِ والتواطؤ،وبعد تسييرِ أساطيلِها، أَرسلت رئيسَ أركانِ جيشِها إلى المنطقة، واستهل جولتَه من الأردن قبل أن يتوجَّه غداً إلى تل أبيب للتنسيق بشأن هجومٍ محتمل لإيران وحزبِ الله/ وقال لوَكالة رويترز: جَلَبنا قُدُراتٍ إضافيةً إلى المنطقة لحماية قواتِنا إذا تعرضت لهجوم/ وسأناقشُ في "إسرائيل" كيفيةَ استجابتِها لردِّ إيران وحزبِ الله. والمرحلةُ اختَصَرها وزيرُ الخارجية الإيراني عباس عرقجي بقوله : لن نَقَعَ في الفَخِّ الذي يُنصَبُ لنا /./