على طوفان الأقصى/ عبروا الغلاف في الصبح خفافا/ وامتدت لهم أضلعُ غزة جسراً وطيد ْ/هو عبور التاريخ الى التاريخ / الذي سيسجل على أضلعه الذهبية أن رجالاً نزلوا من السماء وتوغلوا في الأرض فامتلكوها ./هم دخلوا عليها من الباب ومن المائدة القرآنية فكانوا هم "الغالبون" /./ رجال الشمس توضؤوا بنورها/ تيمموا بتراب أرضها المحتلة/ صلوا صلاة الفجر الجديد/ وأعلنوه طوفاناً باسم الدفاع عن المقدسات في وجه القتل اليومي والتنكيل واحتلال البيوت /./ على صراط توقيت القدس المستقيم/ كانت شارة الانطلاق بخمسة آلاف صاروخ وبصليات من "رُجوم" انهمرت على مستوطنات غلاف غزة / فكانت عمليات الهروب الكبير لمستوطنين من جَلب الأرض/ زُرعوا كالأعشاب الضارة في تراب فلسطين/ وعند أول موجة من الطوفان لفّوا أذيالهم ولاذوا بالفرار/./ أمر اليوم كان للمقاومة/ ومن غرفة عمليات وحّدت القسام وكتائب الأقصى /كان عنصرُ المفاجأة / وزلزلت الأرض زلزالها / لتقتحم مجموعات المقاومين بدقة التنظيم وبكامل العتاد / مستعمرات الغلاف ومقارها العسكرية/ فقتلت وأسرت وغنمت ووثقت بالصوت والصورة/ يرافقها سلاح الجو الذي أرسل عليهم طيراً أبابيل من رتبة "سرب صقر"/ لم يرَ الاحتلال قبلها وبعدها/ وبين الأرض والسماء عمّقت زنود المقاومين الحفرة لإسرائيل بعملية نوعية في توقيتها وحجمها وتكتيكها/ وفي الالتحام المباشر وعن مسافة صفر مع جنود الاحتلال / وباعتراف هو الأول في تاريخها/ أقرت إسرائيل بمقتل ما لا يقل عن مئة جندي وإصابة المئات/./ هو يوم القيامة في أرض كنيسة القيامة ومهد الأديان والرسالات/ ومسرى الأنبياء/ وعليها نزل رجال الله/ فتسللوا وتوغلوا واشتبكوا واستبسلوا واستعادوا المواقع والمعابر/ حيث كان جنود الاحتلال يمارسون أقسى أنواع التنكيل والإذلال بحق الفلسطينيين/ وأعادوها إلى أصلها/ وضموها إلى خارطتها الفلسطينية/./ اليوم أعادت المقاومة كتابة التغريبة الفلسطينية بماء العين وملح القهر ودم الأرض الطاهرة/ وأمام الصمود الأسطوري للمقاومة / ظهر بيت العنكبوت بالصوت والصورة .. رأيناه على هيئة جيش يُقهر بجنوده وأجهزته الأمنية والاستخبارية/ وتكسرت هراوات شرطته على عظام حامليها/ وأصابت رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بصعقة فأعلنها حرباً من فوق وأمر سلاحه الحربي بدكّ القطاع بعشرات الغارات/ بعد أن عاين بالعين المجردة/ سقوط هيبة جنوده في البر وهم يسحبون من ياقاتهم من داخل آلياتهم العسكرية ويساقون مع نمرودهم قائد إحدى الفرق أسرى على مرأى جنرالات الجيش والسياسة/./ اليوم قلبت المقاومة الفلسطينية الصفحة/ وعلى جدران سجن غزة الكبير كتبت بأحرف من نار ونور/ أن لا أرض تضيع ووراءها مقاوم/ وأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة/ وأن غزة ولادة الرجال والأبطال/ وأن أطفال غزة يتخرجون من أرحام أمهاتهم مقاومين/ ومن غطرسة الاحتلال وسِفر الجنون صدر القضاء المبرم / بأن تنتظر تل أبيب على رجل واحدة الردّ على قصف القطاع/./ اليوم تعرّى الاحتلال/ وهُزمت هامتُه بقببِها الحديدية/ فاستل ما أسماه بالسيف الحديدي لرد الطوفان/ لكن ليست كل السيوف قواطع أمام الترس الغزاوي/وعليه أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية التعبئة العامة وطالب الشعوب العربية كل من موقعه وإمكانياته في الدعم والمساعدة/ وقال إن المعركة هي معركة تحرير الأرض حتى آخر شبر فلسطيني/ وأن المقاومة من بدأها والمقاومة من سينهيها / وفي رسالة مباشرة دعا هنية الدول العربية المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي إلى إعادة النظر في مواقفها/ وبعد سجدة الشكر صباحاً/ ختم بالقول نحن على صدق الوعد وعلى موعد مع النصر المبين والفتح العظيم /./ لم ينته يوم غزة ومعها كل فلسطين هنا/ بل دخل هذا اليوم التاريخ ليصبح مفصلاً في الصراع العربي الإسرائيلي / أهي الصدفة لعبت دورها ؟ أم أن التاريخ وللمرة الأولى أعاد نفسه اليوم ؟/ وما بين حرب العبور والتحام الجيشين المصري والسوري في 6 أكتوبر منذ خمسين عاماً/ وحرب تحرير الأرض الفلسطينية اليوم / ثبت باليقين أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة/ وأن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لاستعادة الأرض/ بحسب ما قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط/الذي رفع التحية ل حركة حماس والمقاتل الفلسطيني والمقاتل العربي الذي حطم اسطورة التفوّق الإسرائيلي/بالأمس واليوم وفي كل ساعة وفي كل ساحة وفي كل زمن/ أما حزب الله فجلس في صفوف الانتظار يواكب التطورات وقال في جملة واضحة لإسرائيل: أنا مستعد /./غير أن الجبهات المتأهبة لن تحتاج الى التدخل طالما أن الأبطال الفلسطيينين ضبطوا ساعة َ الارض على توقيتهم/./ فلهم الشمسُ/ ولهم القدس/ وكلُّ ساحاتِ فلسطين/./