أولاً، المصارف مغلقة أمامنا وثانياً لا يشمل جميع المودعين، وكأنكم تحرمون الأكثرية من أبسط حقوقهم، وثالثاً، المبلغ الموعود لا يسد رمق النازحين لشهر واحد، فكيف يمكن أن يعتبر حلاً لمن تلاطمت بهم أهوال الحرب؟
إننا نطالبكم بشكل قاطع وبلا مواربة، بضرورة صرف دفعة عادلة وشاملة لكل المودعين دون قيد أو شرط، وبمبالغ تلبي الحد الأدنى من حاجاتنا في هذه الظروف الحرجة. فقد أُغلقت أمامنا جميع السُبل السلمية لاستعادة حقوقنا، ولجأنا إلى كل الوسائل المتاحة لاستعادة ودائعنا دون جدوى. لقد تعرضنا للإذلال، وكأننا عبيد لأموالنا، نتحمل المشقة والمهانة بينما يتمتع الآخرون بالثراء على حساب معاناتنا.
نحن الآن أمام خيارين، لا ثالث لهما، إما أن نبقى في منازلنا المهددة بالخطر ننتظر الموت البطيء تحت الأنقاض نتيجة احتجازكم لأموالنا، أو أن تتحملوا أنتم وأصحاب المصارف المسؤولية الكاملة عن مصيرنا. لن نبقى ضحايا صامتين ولن نرضى أن تهدر كرامتنا.
إن لم تتحركوا لتحرير ودائعنا فوراً، فإننا سنختار الموت بكرامة، فهو أشرف لنا من حياة المذلة التي فرضتموها علينا.
ولنتساءل: أين هم أصحاب المصارف الآن؟ هل يعانون ما نعانيه؟ هل يشعرون بالجوع والبرد والخوف على حياتهم؟ أم أنهم آمنون في منازلهم او خارج لبنان بعيداً عن الخطر؟
نحن في حالة حرب، وهي أسوأ الظروف التي قد تواجهها حياة الإنسان، وإن لم نكن بحاجة إلى أموالنا الآن، فمتى نحتاج إليها؟ نطالبكم بتحرير حقوقنا فوراً، فالصبر نفذ والكرامة لا تقبل الانتظار. اللهم إنّا قد بلّغنا، اللهم فاشهد".