عملية الاغتيال
كل المعلومات ستبقى شحيحة وإلى فترة طويلة. التحقيقات والمعطيات لن تكون متوفرة، ولكن ما يبرز منها حتى الآن، هو الشكوك في تلقي الإسرائيليين لمعلومة حول استعداد نصرالله لعقد اجتماع مع قيادات أساسية للحزب. شكوك كثيرة في حصول الإسرائيليين على المعلومة من مصدر بشري وعلى مستوى عال ورفيع. بعدها بدأت عملية الرصد والملاحقة والتتبع. فكان رصد اتجاه عدد من القيادات إلى المقرّ المستهدف. تأكد الإسرائيليون من وجود نصرالله وانتظروا الأوامر للتنفيذ. على الرغم من القرار المتخذ مسبقاً ومن التحضيرات، إلا أن العملية نفذت بشكل سريع، لتقليل احتمالات الخطأ. فنصرالله كان يفترض أن يمرّ سريعاً على قاعة الاجتماع المحصّنة، للمصادقة على قرارات تتصل بإعادة هيكلة الجسم العسكري في الحزب.
المقر المحصّن
بني هذا المقرّ المركزي بعد حرب تموز، وهو محصّن بشكل جيد. طريقة الوصول إليه تحتاج إلى العبور بكاراجات متعددة مشابهة للأنفاق، ومتصلة ببعضها البعض. كان الاجتماع مع قائد الحرس الثوري في لبنان عباس نيلفوروشان، والمسؤول العسكري علي كركي، وبعض المسؤولين الأمنيين. وحسب المعلومات المتوفرة حتى الآن، فقد حضر الاجتماع 22 شخصاً، توزعوا على غرفتين. الأولى، تواجد فيها نصرالله ونيلفوروشان وكركي و5 أشخاص آخرين مقربين من نصرالله، أحدهم مدير مكتبه وأمين سرّه، وبعضهم الآخر من المسؤولين الأمنيين الكبار في الحزب. أما الغرفة الثانية فكان فيها 14 شخصاً، من المرافقة وجهاز الأمن والحماية. بعيد انعقاد الاجتماع نفّذت العملية سريعاً.
تم انتشال جثة نصرالله، وبدت سليمة ولم تتعرض لإصابات مباشرة، فليس فيها تهشيم أو تشوه. الوفاة جاءت بنتيجة قوة عصف الانفجار."