مهنا في العرقوب لتفقد أضرار الاعتداء الاسرائيلي على مركز لـ"عامل": لن نغلق مراكزنا في الجنوب
تفقد رئيس مؤسسة عامل الدولية كامل مهنا يرافقه الدكتور عمر نشابة، مركز العرقوب الصحي التنموي الاجتماعي التابع لمؤسسة عامل الدولية ودار الفتوى بإشراف وزارة الصحة، الذي تعرض مساء يوم الاثنين إلى قصف اسرئيلي، تسبب بأضرار جمّة، حيث تمكّن فريق "عامل" وبمؤازرة من أبناء البلدة والبلدية إعادة تأهيل الأقسام المتضررة بوقت قياسي، كي لا يتم تعطيل تقديمات المركز في الصحة والرعاية،
وايضا تزامن وصول مهنا إلى كفرحمام مع استمرار الاعتداءات التي طالت مركز "عامل" الصحي التنموي الاجتماعي في الخيام للمرة الثالثة، وقد تسبب القصف بأضرار كبيرة في المركز نتيجة لاستمرار القصف الاسرائيلي وخطورة الوضع في البلدة.
وكان في استقبال مهنا فعاليات من المنطقة من بينهم رئيس بلدية كفرحمام حسيب عبد الحميد الذي حيّا شجاعة الدكتور مهنا الرمز الإنساني والقامة النضالية التي يعتز الجنوب بها، معتبراً أن وجوده في مركز العرقوب، في وقت تتعرض فيه المنطقة الحدودية لهجمات عنيفة لا تميّز بين الأهداف ولا تحترم حرمة المرافق الصحية والإنسانية، هو بحد ذاته عمل نضالي وتحد كبير للغطرسة الاسرائيلية، وتمثيل لمبادئ "عامل" التي يقف قياديها في الصف الأول في مواجهة التحديات، مشيراً إلى وجود مركز عامل بالتعاون مع دار الافتاء في حاصبيا ووزارة الصحة إنما هو عامل صمود لأبناء البلدة وشعلة أمل يتمسكون بها.
من جهته حيّا الدكتور عمر نشابة الروح النضالية عند فريق مؤسسة عامل في كل أنحاء لبنان، والتزامهم في تحقيق رسالة عامل وجوهرها كرامة الإنسان وحقوقه، وقال "إننا نرى في عامل المقاومة الإنسانية ضد كل أشكال الظلم والتبعية التي تجعل من هذا العالم مكاناً أكثر عدالة وأكثر إنسانية"، معتبراً أن وجود الدكتور كامل مهنا صاحب المسيرة المكللة بمحبة الناس والتضحيات الصامتة، يعطي دافعاً وقوة لرسالة "عامل" وعملها المتفاني في لبنان والعالم.
وكانت كلمة للدكتور وليد يحيى، وهو من الأطباء المداومين في المركز منذ بداية الحرب، اعتبر فيها أن التطوع والتفرغ في صفوف "عامل" هو تطبيق لأسمى قيم الإنسانية التي أقسمنا عليها كأطباء والتي نؤمن فيها كمواطنين، نحن فخورون بانتمائنا لهذه المؤسسة التي لا تتخلى عن الناس في أحلك الظروف.
وبعد جولة تفقدية على أقسام المركز المتضررة، قدمت مسؤولة المركز السيدة فادية شرحاً حول عملية إعادة الترميم التي بدأت ساعات عقب الاستهداف بمساندة متطوعين من البلدة وبمؤازرة من البلدية، مؤكدة أنها وباقي أعضاء فريق عامل في العرقوب لم يفكروا لثانية واحدة في التخلي عن واجبهم، والنزوح من المنطقة، على الرغم من المخاطر الكبيرة،
وقد حيّا مهنا صمود أهالي البلدة وكل مناطق الجنوب، ومن بينهم فريق عامل في كفر حمام والخيام وحلتا وفرديس وإبل السقي وصور والبازورية والنبطية وكل فروع المؤسسة، الذين يواجهون الاعتداءات الاسرائيلية بالصبر والتحمل والإصرار على خدمة الناس وصون حقوقهم واحترام كرامتهم، هذه هي الروحية التي انطلقت منها "عامل" ومن خلالها وصلت رسالتها إلى كل أنحاء العالم، لأننا حركة نهضة وبناء في مواجهة الهدم والتخلف والظلامية.
واعتبر أن الاستهداف المتكرر لمراكز "عامل" في الجنوب، إنما هو أمر متعمد هدفه ترهيب الناس وطرد من تبقى في أرضه، فمرافق عامل الصحية التنموية هي ملاذ للناس وعامل من عوامل صمودهم، لذك نجد ان اسرائيل تكرر هذه الارتكابات في غزة، وفي لبنان بشكل مستمر، حيث استهدفت مرافق صحية عديدة ليس فقط تلك التابعة لمؤسسة عامل في الخيام والفرديس والعرقوب، بل أيضاً مراكز للهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة الإسلامية، ومستشفى مرجعيون الحكومي، ومستشفى ميس الجبل الحكومي، ومستشفى دار الأمل في بعلبك، لأنها قوة اعتداء لا تأبه بأي قانون أو اعتبار.
وقال إنّ عدم محاسبة هذه المخالفات الصارخة للقانون الدولي الإنساني، هو بمثابة ضوء أخضر لرفع الغطاء والحماية عن القطاع الصحي في جميع أنحاء العالم. وأضاف: إننا هنا ليس فقط دفاعاً عن العدالة، بل نحن أوصياء على الحق الأساسي للإنسانية: الحق في الصحة والسلامة، ولذلك نطالب بموقف أممي دفاعاً عن القانون الدولي الإنساني لانصاف أولئك الذين يخدمون بشجاعة على الخطوط الأمامية في صفوف "عامل" وفي كل مكان.
وختم مهنا بالقول: "لن نغلق مراكزنا في الجنوب، لن ترهبنا الاعتداءات، بل ستزيدنا إصراراً في مهمتنا. لأن هناك منارة أمل تشرق: الشجاعة التي لا تتزعزع لأولئك الذين يواصلون القيام بواجبهم، على الرغم من المخاطر التي تحيط بهم، ومن بينهم فريقنا في مؤسسة عامل الدولية الذين يقفون مع الناس وبمساندتهم في أشد الظروف، من دون منّة أو ارتهان، إن صمودهم وتصميمهم والتزامهم الذي لا يتزعزع تجاه الإنسانية، هو ما يلهمنا للوقوف بثبات في مواجهة المحن التي تعصف ببلادنا".