كلام صفي الدين جاء خلال تشييع القائد الشهيد طالب عبدالله «ابو طالب” في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية بحضور حشود شعبية، وكان الشهيد سقط مع ٣ من المقاومين بغارة جوية اسرائيلية على احد المنازل في بلدة جويا ليل امس الاول، والشهداء هم: علي سليم صوفان، محمد حسين صبرا، حسين قاسم حميد.
وردت المقاومة على عملية الاغتيال بمئات الصواريخ التي وصلت إلى حدود صفد وبحيرة طبريا في الجولان السوري المحتل، بالإضافة إلى اشتعال النيران في عشرات المستوطنات ومحاصرة عشرات المستوطنين، وشملت عمليات المقاومة، قصف مقر وحدة المراقبة الجوية وادارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صوايخ الكاتيوشا والقذائف المدفعية، كما تم قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخارجها في عميعاد بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما تم قصف الفيلق الشمالي في قاعدة عين رنيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ومصنع بلاسات للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الآليات والمراكز لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة، بالإضافة إلى مواقع الرمثا في تلال كفرشوبا المحتلة، ورويسات القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والتجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة وثكنة زرعيت ومواقع الراهب ورامية والسماقة.
وفي المعلومات، ان الرد الكبير والنوعي لم يات بعد وسيكون بحجم عملية الاغتيال، واشار اعلام العدو، ان حزب الله يهدد بتوسيع النار، والساعات الـ ٢٤ القادمة حاسمة.
بلينكن : وقف النار في غزة يخفف التوترات في الشمال
اما وزير الخارجية الاميركي طوني بلينكن، فاتهم حماس بافشال وقف النار بعد ان طلبت تعديلات وضمانات، وجدد دعوته الى حل دبلوماسي بين لبنان واسرائيل.
وقال : ان اتفاقا لوقف النار في غزة سيكون له تاثير على تخفيف التوترات في الشمال، وليس هناك شك لدي، بان افضل طريقة ايضا لتمكين التوصل الى حل دبلوماسي للشمال، هو حل الصراع في غزة والتوصل الى وقف لاطلاق النار.
الوضع الداخلي والانتخابات الرئاسية
كل المبادرات الجنبلاطية والعونية والاعتدال، والموشحات الخطابية من مختلف العيارات، لن تبدل المعادلة الداخلية : الرئاسة بعيدة والاسم يحدده شكل التسوية الكبرى في المنطقة، شرط ان يكون جامعا بين القدرة على ضمانة الاتفاقات في الجنوب مع حزب الله وهذا هو الأساس والمعبر الاساسي للرئاسة، بالاضافة الى تثبيت الاوضاع الداخلية ورعاية التوافق بين الاطراف ومعالجة الازمة الاقتصادية والنازحين وغيرها من الملفات، هذه المواصفات للرئيس المقبل لم تتوافر حتى الان بالمرشحين الحاليين مما جعل علاماتهم دون العشرة عند تقييم سفراء الخماسية لجولاتهم على القوى السياسية، هذا الاستنتاج لسفراء الخماسية جعل الذهاب للخيار الثالث امرا حتميا وصولا الى التوافق على اسم ربما كان من غير المتداول حاليا.
وفي المعلومات، ان ادارة بعض المرشحين الحاليين والبارزين للمعركة الرئاسية شابها اخطاء قاتلة وتصرفات افقدتهم غطاء التوافق الداخلي والدعم الدولي في معركة السباق الى بعبدا، فيما البعض الاخر يفتقدون الى التمثيل المسيحي، والبعض الاخر ناجحون في الاقتصاد لكنهم لايملكون الحنكة السياسية ويحتاجون الى رؤساءحكومات قادرين على تعبئة الفراغ السياسي، وهناك مرشحون يعرفون اللعبة السياسية دون اي معرفة بالأمور الاقتصادية والتوازنات.
لوحة الاتصالات الحالية
اما لوحة الاتصالات الحالية فيمكن تلخيصها حسب مرجع رفيع متابع للاستحقاق على الشكل الاتي : التنافس الرئاسي ما زال محصورا بين قائد الجيش العماد جوزف عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكن لا جبران باسيل والاعتدال وجنبلاط استطاعوا سحب فرنجية من الثنائي الشيعي والقبول بالخيار الثالث، ولا الاخير استطاع ازالة الاعتراضات من امام سليمان فرنجية للوصول الى بعبدا، وبالتالي استمرار المازق الذي لايمكن الخروج منه الا بتسوية خارجية وتوافق داخلي عبر الحوار في المجلس النيابي برئاسة بري، وربما تفضي هذه التسوية الى استبعاد اسمي قائد الجيش ورئيس تيار المردة، وعندها تصبح حظوظ كل المرشحين الاخرين متساوية من اللواء الياس البيسري الى زياد بارود وناجي البستاني الى غيرهم من الأسماء غير المتداولة.
هوكشتاين ولقاء الفاعليات اللبنانية في ميشغان
ويكشف المرجع المتابع، ان هوكشتاين التقى منذ ايام فاعليات لبنانية واقتصادية واعلامية في ميشغان للمرةالثالثة لدواع انتخابية رئاسية اميركية، ولم يتطرق معهم من قريب او بعيد الى الرئاسة، وكشف لهم انه ليس مكلفا في هذا الملف وهو محط متابعة السفيرة الاميركية في بيروت حتى الان، لكنه اوحى لهم، انه ليس في سلم الاولويات الاميركية والاهتمامات الحالية، والتركيز الاول من قبل الإدارة الأميركية على غزة وجنوب لبنان، وانه بمجرد وقف النار في غزة فان ذلك يشمل جنوب لبنان فورا، وساعة الصفر في غزة تسري على الجنوب وتعود الامور الى ما كانت عليه قبل ٧ تشرين الاول فورا، يتبعها استئناف المفاوضات حول النقاط الخلافية ال ٦، وصولا الى البحث في تعديل قواعد الاشتباك واعادة الاعمار في اسرائيل ولبنان، والاتصالات ستجري عبر لجنة الناقورة بين لبنان وإسرائيل واليونيفيل بعد انضمام اميركا اليها، وانه سيعود الى لبنان قريبا، ويتابع الوضع عن كثب عبر السفارة وبعض الاصدقاء، كاشفا على التواصل الدائم مع الرئيس بري عبر الاصدقاء، ويضيف المرجع البارز، ان الاجتماعات بين هوكشتاين وممثلون عن المغتربين اللبنانيين والجاليات العربية والمسلمة في ميشغان لم تصل الى نتيجة في حسم خياراتهم الانتخابية بعد بسبب دعم بايدن لاسرائيل ويلمحون الى دعم الخيار الثالث،
وفي المعلومات ان العديد من الفاعليات الجنوبية يضعون الرئيس بري في اجواء الاتصالات وكل ما يدور في ميشغان، مع العلم ان اغلبية المغتربين من جنوب لبنان.
التعثر الرئاسي ليس داخليا
ويضيف المرجع البارز، انه لايمكن حصر التعثر الرئاسي بالخلافات الداخلية فقط، بل يعود في قسم كبير واساسي منه الى التباينات بين دول الخماسية، ولودريان في زيارته الاخيرة طلب من سليمان فرنجية الانسحاب من معركة رئاسة الجمهورية بشكل مباشر “وفض» وهذا ما اثار رئيس تيار المردة الذي رد بالرفض المطلق والاستمرار بالترشيح، مخاطبا المندوب الفرنسي «ماكرون كان الداعم الاول لترشيحي”، وانتهى الاجتماع بشكل متوتر.
انتقل لودريان الى الاجتماع بحزب الله وسالهم : هل ما زلتم على دعمكم لسليمان فرنجية ؟ فرد محمد رعد» اكثر من اي وقت مضى «وانتقل الى عين التينة وسمع الموقف ذاته من بري لكن بشكل دبلوماسي، فيما سمع لودريان من جعجع رفضا لفرنجية ودعوات بري الحوارية والتشاورية وهذا ما اطفى على الاجتماع نوعا من التوتر، اما باسيل الذي يعرف ان طريق بعبدا مستحيلة امامه، هدفه ان يكون صانع الرؤساء، لذلك أبدى ليونة بقبول الحوار في المجلس النيابي برئاسة بري والسعي لتشكيل حلف ثلاثي مع رئيس المجلس وجنبلاط ومعظم الكتل بهدف ابعاد فرنجية وعزل جعجع والتوافق على الخيار الثالث الذي يعتبره باسيل من دون لون ورائحة وبالتالي التحكم بالحصة المسيحية في العهد الجديد، من هنا، تجاوز باسيل كل الملاحظات والاتهامات على رئيس المجلس وانتقاداته لحزب الله من باب حماية بري والتحالف معه على حساب عهد ميشال عون ومحاربة الفساد، لكن محاولات باسيل لسحب فرنجية من الثنائي مستحيلة لابل من رابع المستحيلات “وسلة باسيل ستخرج من المولد بلا حمص”.
رد جعجع
هذا التوجه لباسيل والغزل مع عين التينة والمختارة والعديد من الكتل، ادخل النقزة الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي وجه كلاما تهكميا لرئيس المجلس وخاطبه قائلا: “نحن مبسوطين فيك انك ما بتخفش من التهديدات، وعلى هذا الأساس، وبما انك ما بتخفش من التهديدات، وما بتخفش من شي، فيك تدعي لجلسة انتخابات رئاسية جديدة بدورات متتالية لننتخب رئيس للجمهورية» واللافت ان هجمات مسؤولي القوات اللبنانية ضد الرئيس بري لم تصل الى هذا المستوى من الحدة حتى في اوج الخلافات السابقة بينهما.
جنبلاط
اما الوحيد الذي غرد خارج السرب حسب المرجع البارز، كان وليد جنبلاط الذي قدم كل التسهيلات لانتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت وبشكل توافقي، واستقبل تيمور جنبلاط امس باسيل في كليمنصو، وقال النائب الاشتراكي هادي ابو الحسن كلاما لافتا بعد اللقاء ردا على سؤال عن رفض البعض للحوار : بقي في هذا الشرق، هذا الموقع المسيحي الوحيد رئاسة الجمهورية، ومدعوون جميعا للمحافظة عليه والتمسك فيه «ودعا الى الحفاظ على اتفاق الطائف”، وحسب مصادر الطرفين، فان اللقاء بين الاشتراكي والتيار كان جيدا جدا ويؤسس لمرحلة جديدة من التفاهمات.
مواقف الخماسية
وبالنسبة لمواقف الخماسية، يشير المرجع البارز، ان الرياض تقف وراءالرفض القاطع لفرنجية، والفيتو على رئيس المردة تقوده الرياض، والبخاري قاطع زيارة الخماسية الى فرنجية بقرار من دولته وليس بسبب الوضع الصحي، وفي المعلومات، ان سعد الحريري عندما عاد الى بيروت في ١٤ شباط بموافقة من الرياض التي تجاوزت كل «فولاته» في بيروت، الا دعوته سليمان فرنجية الى العشاء في بيت الوسط، لكن المرجع البارز يقول: للامانة لم يسمع فرنجية بشكل مباشر من اي مسؤول سعودي اي رفض لشخصه لرئاسة الجمهورية، وما وصله بقي في اطار نقل كلام “الصالونات السياسية”، الذي كشفت عن استمرار دعم الرياض لقائد الجيش العماد جوزف عون حتى هذه اللحظة، والرياض ابلغت موقفها للفاتيكان.
ويضيف المتابع البارز على اجواء الاتصالات، ان الاميركيين رغم اعلاناتهم الخجولة بدعم قائد الجيش لكنهم لم يحسموا خياراتهم النهائية بعد، لان الاولوية للجنوب، ويبقى التطور البارز المستجد، اعجاب السفيرة الاميركية جونسون برئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد اجتماعهمــا في بنشعي، وترجمت هذا الاعجاب امام زوار السفارة بكتاب الى الدوائر المعنية بلبنان في وزارة الخارجية الاميركية، وعندما خاطبها احد قادة ١٤ اذار، بان فرنجية حليف لحزب الله وسوريا كان ردها «ميشال عون كان ايضا حليفا لحزب الله وسوريا” وتم التوافق عليه في معراب، اما قطر ما زالت على دعمها لمديرعام الأمن العام بالوكالة الياس البيسري واعتباره المخرج التوافقي الذي يرضي الجميع في النهاية، وتبقى مصر الوحيدة خارج التداول بالاسماء مع الحرص على انتخاب الرئيس باسرع وقت.
هذه هي اللوحة الرئاسية والســياسية المعلقــة حتى الان، والخرق يبدو مستحيلا ، والحسم فقط على ســاعة غزة.