فقد أفاد مصدر لـ "اندبندنت عربية" بأن منفذ عملية الدهس ويدعى طالب العبدالمحسن "عرض مكافأة وقدرها 10 آلاف ريال سعودي (حوالي 2662 يورو) لمن يدلي بمعلومات عن إقامة السفير السعودي لدى ألمانيا".
وأضاف المصدر أن المتهم "طلب أن يتم تحديد موقع السفير ووقت وجوده، فما كان من السفارة السعودية إلا أن أبلغت السلطات الألمانية التي لم تتعامل بجدية مع الأمر".
كما ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أن المتهم الذي يعيش في ألمانيا منذ عام 2006 ويعمل طبيباً في برنبورغ (زاله)، لم يجذب الانتباه فقط مساء أمس، فقبل أسابيع نشر رسائل مزعجة على موقع "إكس"، كتب فيها باللغة العربية "أؤكد لكم إذا كانت ألمانيا تريد الحرب، فسنخوضها. وإذا كانت ألمانيا تريد قتلنا، فسنذبحهم، أو نموت أو نذهب إلى السجن بكل فخر".
من جهتها قالت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية: "يبدو أن طالب العبدالمحسن معروف لدى السلطات الألمانية منذ فترة طويلة، فقد دين عام 2013 من قبل محكمة ألمانية بتهمة "الإخلال بالسلم العام من خلال التهديد بارتكاب جرائم جنائية"، مما يعني أن السلطات اعتبرته بالفعل خطراً واعتقدت بأنه قادر على تنفيذ تهديداته، ولذلك حكمت عليه محكمة منطقة روستوك في الرابع من أيلول عام 2013 بغرامة قدرها 90 ألف يورو يومياً.
كما أفاد مسؤولون امس بأن "السعودي المشتبه بتنفيذه عملية الدهس الدامية في سوق لعيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ الألمانية جاهر بمواقفه المعادية للإسلام وكان مستاءً من سياسة الهجرة واللجوء الألمانية."
في المقابل، عبرت الخارجية السعودية في بيان عن إدانة المملكة حادثة الدهس في ألمانيا، معبرة عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا.
وفي سياق متصل اشارت وكالة الصحافة الفرنسية الى انها كانت أجرت في أواخر العام 2022 حديث مع المحسن في إطار إعداد تقرير عن ظروف تواجهها نساء سعوديات أو أفراد من مجتمع الميم خارج المملكة، اذ عرّف العبد المحسن عن نفسه بأنه "سعودي ملحد"، وكال سيلا من الشتائم للدين الإسلامي.
ولم يُخفِ الرجل مواقفه المناهضة للإسلام عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو أسّس منظمة "إكس مسلم" (مسلم سابق).
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إنه يتبنى آراء "معادية للإسلام"، بينما قال المدعي العام "يبدو أنه في خلفيات الجريمة... قد يكون هناك امتعاض من طريقة معاملة اللاجئين السعوديين في ألمانيا".
وقال المدير القانوني للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان (ESOHR) ومقرّها برلين طه الحاجي لفرانس برس "هو شخص مضطرب نفسيا ومعتد بنفسه بصورة مبالغ فيها".
تحدث العبد المحسن في منشوراته على الإنترنت عن مشكلاته مع السلطات الألمانية وتشكيكه بها.
وفي منشور يعود الى 21 آب/أغسطس الماضي، كتب "هل هناك طريق للعدالة في ألمانيا من دون أن تفجر سفارة ألمانية أو تذبح مواطنين ألمان عشوائيا؟".
ونقلت صحيفة دي فيلت اليومية عن مصادر أمنية، أن شرطة الولاية والشرطة الفدرالية الألمانية أجرت العام الماضي "تقييما للمخاطر" التي قد يشكّلها، لكنها خلصت إلى أنه "لا يشكل خطرا محددا".