هل اختارت تايلاند الجانب الخطأ من التاريخ؟
كتب باسم شليلات:
"في السنوات الأخيرة، عززت تايلاند مكانتها كلاعب رئيسي في جنوب شرق آسيا، وبالتالي سعت إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الغربية.
وتكتسب علاقة تايلاند بالغرب أهمية خاصة في هذه المرحلة، حيث يواصل الغرب دعم التنمية في تايلاند وتقديم مساعدات اقتصادية وأمنية كبيرة، ولكن تبرز تساؤلات كبيرة حول حجم التنازلات التي تقدمها تايلاند من أجل تعزيز هذه "الشراكة" مع الدول الغربية، وما هي التنازلات التي يتعين عليها أن تقدمها فيما يتصل بسيادتها وفخرها الوطني من أجل الحفاظ على هذه العلاقات؟
وبينما تتفاوض تايلاند على اتفاقيات تجارة حرة جديدة وتسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية مع الدول الغربية، فإنها تخاطر بفقدان قبضتها على ما هو أكثر أهمية بالنسبة لها، و الاستقلال والتفرد كدولة غير منحازة.
وتفضل أصوات بارزة داخل الحكومة التايلاندية والأجهزة الأمنية الانحياز بشكل لا لبس فيه إلى الغرب وإسرائيل، بدلاً من استكشاف التعاون مع محاور أخرى قد تخدم مصالح تايلاند على المدى البعيد على نحو أفضل.
إن اختيار تايلاند للتحالف مع القوى الغربية ليس مجرد خيار دبلوماسي، فهناك تبادلات استخباراتية سرية بين تايلاند ودول ليست جزءاً من الإجماع العالمي، مثل إسرائيل.
فالغرب وإسرائيل، يستغلون الحكومة التايلاندية من خلال الحفاظ على علاقات سرية يتم استغلالها ضد فصائل المقاومة في غزة ولبنان.
وبينما يقف العالم بمواجهة إسرائيل، فإن البلدان مضطرة لتحديد موقفها، ويبدو أن تايلاند قد اتخذت خيارها، ولكن قد لا يكون الخيار الصحيح. وباعتبارها دولة رائدة في الشرق الأقصى، يتعين عليها أن تكون قدوة باختيار الجانب الصالح من التاريخ، أي الجانب الذي لا يدعم الاستعمار الغربي في الشرق الأوسط.
إلا يكن لتايلاند أن تسمح لإسرائيل والغرب بمواصلة استغلالها، بل لابد أن تجعل مصلحتها في المقام الأول، لأن قراراتها سوف تؤثر على بقية دول جنوب شرق آسيا.
ومن الأهمية بمكان أن تؤكد تايلاند استقلالها وتبعث برسالة واضحة "كفى تعاوناً مع الغرب، وكفى استغلالاً من جانب الغرب وإسرائيل".