ترامب شو هو أولُ العروض وليس آخرَها وعلى طريقة تلفزيون الواقع أراده الرئيسُ الأميركي مباشِراً على الهواء فحَشد له الإعلامَ في المكتب البيضاوي وتولى نائبُ الرئيس جي دي فانس حرب الاسناد ومعاً رئيساً ونائبَ رئيسٍ وصِحافةً كانتِ الغزوةُ على الرئيس الأوكراني فولودومير زيلنسكي تفوَّقَ المشهدُ على دراما رمضان ومعه كلُّ التاريخِ الهوليودي ولمَّا جاءت توقعاتُ ترامب بغيرِ ما تشتهيه سفنُه انقلب الحوارُ إلى سجال حاد استُدرج فيه زيلنسكي إلى المَصيدة عن سابقِ تصوُّرٍ و"تقزيم" في مقارعة رئيسِ الدولة العظمى تَخَطَّى ترامب كلَّ الأعراف الدبلوماسية في سعيه لإتمامِ صفْقةِ وقفِ إطلاق النار بين الروسي والأوكراني قبل توقيع صفْقة استخراجِ المعادن النادرة كضريبةِ حرب وأتتِ الإدارةُ الجُمهورية لتحصُدَ نتائجَها على شكل صفْقة بقيمة خمسِمئة مليار دولار لقاءُ ترامب–زيلنسكي جاء غَداة اتصالٍ هاتفي وُصف بالممتاز مع الرئيسِ الروسي فلاديمير بوتين لكنْ مع فولودومير تحوَّل اللقاءُ إلى مواجهةٍ كلاميةٍ حادة انتهت بطرد الضيفِ الأوكراني من البيت الأبيض من دون عقدِ مؤتمرٍ صحُفي مشترك ومن دون توقيع اتفاقِ المعادن في اللقاء ظهر ترامب على حقيقته كرجلِ أعمالٍ لكنه جُوبه بغريمٍ لم يُطَأطِىءْ رأسَه ويُغمِضْ عينيه كما فعل غيرُه من زوارٍ كبار وفي لغة الجسد فإن زيلنسكي بدا مُدافِعاً وإنْ من موقع الضعيف بعد جلسة غسيل القلوب الأميركية الروسية على الأرض المحايدة السعودية فأَفرغ زيلنسكي غضبَه على شكل مواجهة وهو ما لم يكن في حُسبان ترامب كشف زيلنسكي عن معدِنه الأوكراني وإنْ وصلَ إلى سُدة الرئاسة من خلفية التمثيل فأجاد لعِبَ دورِ المُدافِع أمام الهجمةِ "الترامبية" المرتَدَّة ما دفعَ بالرئيس الأميركي إلى الطلب منه أن يكونَ أكثرَ امتناناً بعدما وضع نفسَه في مأزِق قائلاً له: أنت لستَ في وضعٍ يَسمحُ لك بأن تُمْلِيَ علينا ما نشعرُ به ما تقومُ به يُظهِر قِلةَ احترام للولايات المتحدة شعبُك شجاعٌ جداً، لكنْ إما أن تُبرِمَ صفقةً أو سننسحب وإذا انسحبنا فسوف تقاتلُ حتى النهاية الاهانةُ الاميركية للرجل الاعزل جعلت أوروبا على قلب رجلٍ واحد فرَصَّت صفوفَها وفَتحت جبهةَ إسنادٍ مع أوكرانيا