لبنان امام عدوٍّ يَقتل.. ويَمنعُ الانقاذ/ يدمِّرُ ويحلِّقُ فوق المُسعِفينَ لرفعِ الرُّكام/ يَسحبُ الارواحَ ويَمنعُ الصلاةَ عليها/ يَضرِبُ المستشفياتِ ويهددُ اطقُمَها الطِّبية/ تَدخُلُ شَظاياهُ الى غرف المرضى فتحوِّلُهم الى ضحايا// هي حربُ اسرائيل، الكِيانِ المارقِ المخالِفِ للقواعدِ الانسانيةِ وشرائعِها, وكلَّما تمَّ اذلالُها في معاركِ الشمال ازدادتْ وحشيةً في الجنوب والبقاع وبيروت وضاحيةِ بيروت/ ومنذ يومِ الجُمُعة الفائت تَضرِب اسرائيل طوقاً جوياً على مناطقَ في الضاحية وتَمنعُ وصولَ فِرقِ الإسعاف.. سواءً من مجمّع القيادةِ الامنية في المريجة او في برج البراجنة حيث كان السكانُ يَستغيثونَ للنَّجدة/ وأَخفَقَت محاولاتُ الفِرقِ الانقاذية في الوصولِ الى النُّقطةِ التي يُشتَبَهُ بأنَّ السيد هاشم صفي الدين قد استُهدف فيها معَ عددٍ من المستشارين والمساعدين/ وبسبب انقطاعِ التواصُلِ مع رئيسِ المجلسِ التنفيذي، فإنَّ حزبَ الله لم تَصدرْ عنه ايةُ معلوماتٍ تأكيداً او نفياً عن مصيرِ صفي الدين.. وإنْ رَجَّحتِ الأنباءُ انه في عِدَاد المفقودين/ ولا يملكُ الحزبُ ايضاحاتٍ عن رجُلِهِ الأولِ بعد اغتيالِ السيد حسن نصرالله اذ إنَّ ايَّ معلومةٍ ترتبطُ الآنَ بعملياتِ رفعِ الأَنقاض وامكانيةِ الوصولِ الى الأرضِ المستهدَفة وما تحتَها/ وبكلِّ صَلافَةٍ ودَمَويَّةٍ يَعترف العدوُّ بأنه سيواصلُ هذه السياسةَ حتى آخِرِ نَفَس/ إذ قال رئيسُ الأركان هرتسي هاليفي في جلسةٍ لتقييمِ الوضع إنه يجبُ مواصلةُ ممارسةِ الضغطِ على حزبِ الله وتسديدِ ضرَباتٍ إضافيةٍ ومتواصلةٍ للعدو من دون تسهيلاتٍ ومن دون السماحِ له بفترةٍ للتنفُّس// لكنَّ هذه السياسةَ المُعمَّدةَ بالإجرام لا تَطالُ حزبَ الله فحَسْب، بل تحاصِرُ لبنانيينَ مدنيين وسكاناً كانوا آمنين ومستشفياتٍ وأطقُماً طِبية، وقد أَعلنت نَقابةُ المستشفيات اليومَ خروجَ اربعٍ منها في الضاحية عن الخدمة وتخوَّفت من استهدافِ مَشافٍ اخرى كما حصل في غزة/ وامامَ حربٍ غيرِ مسبوقةٍ في تدمير لبنان وقطْعِ شرايينِه البرية عبر نُقطةِ المصنع وتهديدِ المستشفيات وعزلِ البقاع والغاراتِ المكثفة على قرى الجنوب، فإنَّ العالمَ يلاعبُنا بكُرةٍ اميركيةٍ ايرانيةٍ مُرتَدَّةٍ الى اسرائيل/ وطلائع "الُّلعبة" وصلت معَ وصولِ قائدِ القيادةِ المركزيّةِ الأميركيّة الجنرال مايكل كوريلا إلى تل أبيب، لمناقشة طبيعةِ الرّدِّ على إيران، بعد هجومِها الصّاروخي الثّلثاءَ الماضي/ ولهذه الضربةِ الاسرائيليةِ فريقانِ لاعبانِ ضِمنَ صُندوقةِ الانتخابات: جو بايدن لا يريدُ ضربةً تَخرج عن السيطرة.. ودونالد ترامب يشجعُ اسرائيل على قصفِ المُنشآتِ النووية الايرانية/ والمرشحانِ يدعمانِ اسرائيل حتى الرَّمَقِ الاخير كسْباً لجولةِ تِشرين/ فيما المنطقةُ وضِمناً لبنان يقعانِ تحت خطِّ دفاعٍ وهجومٍ ويتلقَّيانِ الضرَباتِ عن الجميع وباسلحةٍ اميركية.