يبدو الأسبوع الطالع حاسماً في تحديد الكتل النيابية والقوى السياسية موقفها من الاستحقاق الرئاسي، مع اقتراب موعد جلسة التاسع من كانون الثاني، وقبل دخول البلاد في عطلة الأعياد. وتشهد الكواليس الرئاسية، حركة اتصالات ولقاءات ناشطة في سياق المساعي المبذولة، للوصول الى موعد جلسة الانتخاب بأجواء توافقية تنهي الفراغ، وتسمح بانطلاقة جديدة للمؤسسات، تستفيد من الدعم الدولي، فتستعيد الثقتين المحلية والدولية بلبنان.
وتفيد مصادر نيابية بارزة مطّلعة على كواليس الحراك الرئاسي، بأن الترشيحات يمكن تقسيمها على الشكل الآتي:
فئة أولى تضم:
- قائد الجيش العماد جوزاف عون، يحظى بمباركة المجتمع الدولي وتأييد من قوى المعارضة، لكنه يصطدم باعتراض شيعي يمكن وضعه في إطار «الفيتو» الذي يخرجه من المواصفات التوافقية. إلاّ إذا أدى الضغط الدولي لمصلحته الى تغيير الموقف الشيعي.
- العميد جورج خوري، طرح في سياق التقاطع الممكن بين عين التينة - حزب الله والنائب جبران باسيل بالدرجة الأولى. وقد لقي اعتراضاً واضحاً من قوى المعارضة ما أبعد عنه الصفة التوافقية.
- النائب ابراهيم كنعان طُرِح من بكركي وفي سياق التوافق المحتمل بين «القوات اللبنانية» وقوى المعارضة وعين التينة، إنطلاقاً من حضوره المسيحي، كما قدرته على التواصل مع الجميع إنطلاقاً من تجربته التشريعية والبرلمانية.
- النائب نعمة افرام الذي اعلن ترشيحه منذ ايام على اساس برنامج اقتصادي، انطلاقاً من خبرته في هذا المجال، وهو يطرح نفسه توافقياً، لكنه لا يحظى حتى اليوم بتأييد القوات اللبنانية أو الفريق الشيعي.
فئة ثانية تضم:
- اللواء الياس البيسري، يطرح من قبل النائب جبران باسيل والفريق الشيعي، وسط سعي لتسويقه عند بعض الكتل الوسطية والمعارضة. لكن نجاح هذا التقارب لا يزال بعيداً .
- الوزير السابق زياد بارود، يطرح من قبل النائب جبران باسيل في سياق تواصله مع الفريق الشيعي. إلاّ أن الفريق الشيعي غير متحمّس له، كما أنه لا يلقى تأييد «القوات اللبنانية»، الأمر الذي يقلل من حظوظ اعتباره مرشّحاً توافقياً.
فئة ثالثة تضم:
المصرفي المقيم في الخارج سمير عساف، الوزير السابق ناصيف حتي، وتضعهما الأوساط المواكبة للكواليس الرئاسية في سياق علاقاتهما مع بعض الدول، لاسيما فرنسا، لكن غياب تجربتهما السياسية، تجعل الأطراف السياسية غير متبنيّة لأي منهما.
ووفق المعلومات فإن رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، طرح خلال لقاءاته اسم النائب كنعان كمرشح توافقي بالدرجة الأولى، كما طرح اسم النائب فريد هيكل الخازن، انطلاقاً من كونه عضواً في الكتلة النيابية القريبة منه. وقد أبلغ فرنجية هذا الطرح لعلي حسن خليل وأحمد البعلبكي اللذين زاراه منذ ايام .
وسط ما تقدّم، تبدو الأمور متقدّمة بين الناخبين الأساسيين في البرلمان. فالجميع بات مقتنعاً بأن نجاح جلسة الانتخاب، مرهون بالتحضيرات التي تسبقها، والتي يجب أن تشبك بين الفرقاء المتباعدين، خصوصاً «الفريق الشيعي» والمعارضة.