لأننا نحب لبنان كأهله نكتب:
ليس في ذلك أبداً تدخل في شؤونه الداخلية، ذلك أن قضية لبنان لم تعد شأناً داخلياً، بل هي شأن عربي عموماً، وهي شأن خليجي خصوصاً، وهي شأن كويتي بوجه أخص. لأننا نحب لبنان كأهله نكتب، ليس لأن أهله غافلون عما نكتب، فنحن نعرف تماماً أنهم سادة في السياسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية، بل لأن أهل لبنان منشغلون بمسؤوليةٍ تخلى عنها العرب كلهم، فتصدى لها لبنان واللبنانيون نيابة عن العرب كلهم. نكتب لنقول إن لبنان، الذي أدى قسطه للعلا ووفى بعهده لغزة، آن له أن يعمل أيضاً، وبذات الكفاءة والاقتدار للمحافظة على نفسه والعمل على تهيئة شروط السلام وتسریع خطواته، وأولاها وأهمها إحياء وحدته الوطنية والتمسك بها، ملجأ وموئلاً ودرعاً. والمجلس النيابي اللبناني هو البيت الذي يمكن أن يضم كل لبناني، وهو المدخل الأوسع والأسلم لإحياء الوحدة الوطنية، فمجلس النواب هو الذي يستطيع انتخاب رئيسٍ يقود الجمهورية اللبنانية إلى سلام الصامدين وتحدياته الهائلة على صعيد الإنسان والبنيان وعلى مستوى المجتمع والاقتصاد، والجنوب والشمال، والجبل والساحل. ومجلس النواب هو الذي يستطيع إعطاء الحكومة ثقة تحيلها كاملة الصلاحيات وقادرة على إدارة عملية السلام التي نجزم أنها أصعب وأعقد وأهم من إدارة عملية الحرب، ومن هذا الدور المحوري لمجلس النواب اللبناني، تأتي المسؤولية الوطنية التاريخية لرئيس المجلس الصديق نبيه بري. إننا هنا لا ندعو إلى إصلاح جذري شامل، بل كل ما ندعو إليه هو العودة إلى عهد الدولة وعهدتها ومؤسساتها، بما عُرِف عن لبنان من تمسك بالديموقراطية، وما عرف عن بيروت أم الشرائع، وما عرف عن اللبنانيين من إبداع. نحن نكتب لنذكِّر لبنان بأول وأهم شروط استعادة السلام وإدارته، بعد أن انشغل عاماً كاملاً بحرب فُرِضت عليه ظلماً وعدواناً، وأدارها بكل بطولة وشجاعة وصمود. نحن نكتب لأننا نحب لبنان كأهله... كل لبنان وكل أهله.