ولفت الراعي في عظته الى ان "السؤال مطروح علينا وعلى كلّ لبنانيّ بشأن الأصنام الكبيرة والصغيرة في حياة كلّ إنسان، وفي حياة الجماعة الصغيرة والكبيرة. فكانت النتيجة نقل لبنان من التعدّديّة في الوحدة إلى التعدّديّة في الأحدية. ولا تتوقّف هذه الحالة إلّا حين ينطلق الشعب اللبنانيّ في مسارٍ مستقبليّ جديد يدوم ردحًا زمنيًّا ثابتًا وناجحًا يمكّنه من خلق دورة تاريخيّة جديدة."
وتابع: "لكنّ التقدّم الوحدويّ والسلميّ الذي حقّقه الشعب اللبنانيّ عبر المئة سنة المنصرمة لم يكفِ لإنشاء دولة لبنانيّة مستقلّةٍ ومستقرّة، قادرة على توحيد مكوّناتها، وطيّ صفحة الإنقسامات التاريخيّة، الداخليّة، والحروب، إلّا بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة يعيد لمجلس النواب صلاحيّاته التشريعيّة والمحاسبة، ولمجلس الوزراء كامل صلاحيّاته الدستوريّة، ويعيد لسائر المجالس حيويّتها، رئيسٍ قادر على توحيد البلاد، رئيسٍ جدير بثقة اللبنانيّين والدول الصديقة. فتبقى التعدّديّة اللبنانيّة الثقافيّة والدينيّة، وحياد النظام السياسيّ، ووحدة الولاء للبنان كفيلة بحلّ الأزمات الداخليّة والخارجيّة".
وقال: "أمّا المستوى الحضاري في مجتمعنا فصار دون مستوى رسالة لبنان، ولبنان الرسالة. ولا خلاص للبنان إلّا بالعودة إلى هذا المستوى الحضاريّ من قبل الدولة وجميع مؤسّساتها الدستوريّة. لبنان في حزن شديد لما أوقعت إسرائيل من ضحايا لبنانيّة مدنيّة وحزبيّة وقياديّة في صفوف حزب الله أيّام الثلاثاء والأربعاء والجمعة في ضربات غير مسبوقة خالية من الإنسانيّة، ومتعدّية كلّ حدود المشاعر البشريّة. وقد أوقعت عشرات القتلى وآلاف الجرحى ومنهم حاملون إعاقة جسديّة دائمة. فإنّا نقدّر المستوى الطبيّ في المستشفيات التي فتحت أبوابها، وأوقفت كلّ إمكاناتها للمعالجة. هذا فضلًا عن ضحايا جنوب لبنان ودمار المنازل وتهجير المواطنين".
واضاف: "إنّنا نوجّه النداء إلى مجلس الأمن لوضع حدّ لهذه الحرب بالسبل المتاحة. فإذا تُرك المتحاربون، يفنون بعضهم بعضًا قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا. فلا بدّ من فرض إيقاف الحرب والدعوة إلى مفاوضات السلام. فالسلام هو "صنيع العدالة" (أشعيا 32: 7)، وثمرة المحبّة النابتة من الأخوّة الإنسانيّة. في الحرب الجميع مغلوبون، والجميع خاسرون. أمّا الرابحون الوحيدون فهم تجّار الأسلحة. فيا ليت المتحاربون يقفون لبرهة أمام نفوسهم وأمام الله، لرموا السلاح من أيديهم وطلبوا عطيّة السلام".