"شكل صدور قرار التجديد لقوات الطوارئ الدولية المؤقتة العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" من دون أي تعديلات في مهامها، وبالإجماع من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي، بقرار حمل الرقم 2749، رسالة قوية إيجابية من المجتمع الدولي تجاه لبنان، ذلك ان هذا القرار يحمل أهمية كبيرة، خصوصا في ظل الأوضاع المتوترة على الحدود الجنوبية نتيجة الحرب الدائرة، والضغوطات الإقليمية المتزايدة".
وقال ديبلوماسي غربي في بيروت لـ "الأنباء الكويتية": "أحد الجوانب المهمة في هذا القرار هو الدور الفاعل الذي لعبه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. فمن خلال جهوده المكثفة، والتي استمرت حتى صدور القرار، تمكن من الحفاظ على تماسك الموقف اللبناني والتأكيد على ضرورة عدم المساس بالمهام الحالية لليونيفيل. لقد كان هذا الدور حاسما في ضمان بقاء هذه القوات كعامل استقرار في المنطقة. والى جانب ميقاتي، كان لوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب دور بارز على الصعيد الديبلوماسي، إذ قاد حملة واسعة النطاق تواصل خلالها مع عدد كبير من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، موضحا المخاطر التي قد تترتب على أي تغيير في مهام القوات الدولية. هذه الحملة الديبلوماسية كانت من العوامل الرئيسية التي ساهمت في الحصول على إجماع دولي على قرار التجديد".
وأكد المصدر انه "بإمكان لبنان أن يستثمر هذا التجديد في تعزيز تنفيذ القرار 1701، الذي يعتبر الركيزة الأساسية لحفظ السلام في الجنوب، كون هذا القرار الجديد الذي كانت الموافقة عليه جماعية، يشكل مظلة حماية دولية جديدة للبنان، يمكن أن تساعد في إعادة الهدوء والاستقرار إلى المناطق الحدودية. وهذا يتيح للبنان فرصة أكبر لتركيز جهوده على التحديات الداخلية وتحسين أوضاعه الاقتصادية ومعالجة أزماته السياسية، وفي مقدمها أزمة خلو سدة الرئاسة والشلل في المؤسسات".
واعتبر المصدر ان "قرار التجديد دون تعديلات في مهام اليونيفيل، يشكل إشارة قوية إلى دعم المجتمع الدولي لاستقرار لبنان وسيادته، ويعزز الثقة بقدرة الدولة اللبنانية على حماية حدودها وضمان أمن مواطنيها عبر مؤسساتها العسكرية والأمنية الشرعية. وهذا الأمر يحتاج إلى متابعة جدية لتمكين الجيش اللبناني من القيام بمهامه على أكمل وجه إلى جانب اليونيفيل، بما يؤسس إلى استعادة هدوء نريده مستداما على طول الحدود".