ولفت الى أن "ما حصل هو عدوان وليس رد فعل، واعتداء موصوف وجريمة موصوفة بكل المعايير، وهو اعتداء على سيادة بلدين وعلى المدنيين، ويأتي في سياق الجرائم التي يقوم بها العدو في غزة، وإن ما قبل اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر والشهيد القائد اسماعيل هنية ليس كما بعده بالنسبة الينا، لأن العدو اختار أن يفتح الباب على مصراعيه".
وأكدت أن "هذه الجرائم جاءت بعد خطاب رئيس الوزراء الاسرايلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الاميركي وبعد ان صفق له صناع القرار والتشريع في الولايات المتحدة، وهو ما أشعره بالزهو وبالتغطية الكاملة لكل ما فعله من إجرام وما سيفعله في المستقبل، فقام بضرب الضاحية والعراق والجمهورية الإسلامية".
وأضاف، "بناء على ذلك، نحن أصبحنا اليوم محورين حقيقيين كبيرين، محور المقاومة بما يضم من دول وقوى مقاومة وقوى سياسية وشعبية، في مواجهة محور الشر والعدوان والهيمنة والتسلط والسيطرة على هذه الامة والمنطقة ومقدراتها وثرواتها ونهبها والانتفاع بها، وهو محور أميركي غربي صهيوني عربي، لأن هناك من أعلن موالاة هذا المحور وأعلن مشاركته عملياً وميدانياً في الضربة الايرانية السابقة -التي استهدفت الكيان بعد اعتدائه على القنصلية الإيرانية في دمشق- وهو يجدد اليوم نفسه في أي محاولة للرد الايراني القادم حتماً".
وشدد عز الدين على أن "ما يقوم به نتنياهو قد يُشعره لأيام وساعات أو اسابيع بنشوة النصر الموهوم، إلا أنه لن يمنحه القدرة على تغيير اي توازن قائم في الميدان، بل سيعود عاجلاً أو آجلاً إلى ما كان يعيشه قبل التاسع والعشرين من تموز، من مآزق داخلية، وتضعضع في صفوف الجيش، وعدم القدرة على البقاء في غزة أو تحقيق الشعور بالأمن والثقة، وبالتالي فإن ما حصل لم يغير شيئاً في المعادلات، والمقاومة ما زالت هي الأقوى ميدانياً لكونها ما زالت تصطاد الجنود والضباط وتكمن لهم وتمنع العدو من السيطرة على أي مكان في قطاع غزة، وما زالت تطلق الصواريخ".
ورأى أن "نتنياهو ما زال يبحث عن نصر وهمي يقنع به الرأي العام الداخلي ويحاول من خلاله الخروج من المآزق التي يعيشها دون أن يستطيع تحقيق ذلك في الوقت الذي يدرك الكيان لأول مرة في تاريخه أن أصل بقائه ووجوده بات في حالة خطر وتهديد حقيقي، وأن المقاومة تسير اليوم في المسار الصحيح والخط والنهج الذي يوصل إلى استعادة جميع الحقوق كاملة دون التنازل عن ذرة تراب أو قطرة ماء، وهي عندما تصبح في المسار الصحيح، فذلك يعني أنها في مسار تحرير الأرض".
واعتبر "أننا نعيش اليوم في كنف قيادة حكيمة وشجاعة جديرة بالنصر ولا تخاف، دخلنا معها عصر الإنتصارات بعد أن ولّى زمن الهزائم، وإن ما حصل في هذه الأيام الأخيرة لن يفت من عضضنا على الإطلاق، لأن كل مسيرة لا يستشهد قادة منها يجب أن تتساءل، وأن هذا العدو مهما فعل ومهما دعمه الاميركي بسلاح وطائرات وقنابل لن يستطيع أن يعطيه جرعات معنوية أو إرادة قتال وصمود وصبر للمواجهة في الميدان، وأن علينا أن نطمئن بأن المستقبل هو لهذه المقاومة، وأن النصر سيكون حليف من ضحى وقدم الدماء والشهداء".