وكان بن سلمان استقبل ماكرون في الديوان الملكي بقصر اليمامة في الرياض حيث عقدا "لقاء موسعا وثنائيا" جرى خلاله "استعراض العلاقات الثنائية، والجهود التنسيقية المشتركة لتعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث فرص استثمار الموارد المتاحة في كلا البلدين بما يحقّق المصالح المشتركة"، وفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس".
وعقب اللقاء تمّ توقيع "مذكرة تفاهم بشأن تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الجمهورية الفرنسية"، بحسب المصدر نفسه.
من جانبه، قال قصر الإليزيه في بيان فجر اليوم إنّ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين "ستمكّن من زيادة التعاون وتحقيق إنجازات ملموسة في كل المجالات، سواء الدفاع أو انتقال الطاقة أو الثقافة أو التنقل بين البلدين أو تنظيم أحداث كبرى".
واتفق الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي بشكل خاص، وفقا للبيان، "على العمل معا للتحضير لقمة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي التي ستعقد في أوائل شباط/فبراير في باريس".
ووصل ماكرون إلى الرياض عصر امس بينما كانت حكومته التي شُكّلت قبل شهرين ونيّف تواجه في باريس احتمال إطاحتها في البرلمان.
وهذه ثالث رحلة يقوم بها ماكرون إلى السعودية منذ 2017 والأولى من نوعها منذ نحو عقدين. وتعود آخر زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى السعودية إلى عهد جاك شيراك في 2006.
كما ناقش ماكرون وبن سلمان "الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة"، ولا سيما عبر "التوصّل إلى وقف لإطلاق النار دون مزيد من التأخير في غزة، من أجل تحرير جميع الرهائن، وحماية السكان المدنيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية والمساهمة في السعي إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين".
وبشأن لبنان، دعا الرجلان "إلى إجراء انتخابات رئاسية في لبنان بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه"، مؤكدين أنهما "سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان" والذي تمّ التوصل إليه برعاية أميركية-فرنسية قبل أسبوع وأوقف حربا مفتوحة بين الدولة العبرية وحزب الله استمرت شهرين.