"أهلي واحبائي في صيدا
أيها اللبنانيون واللبنانيات،
برزت في الأيام الأخيرة حملة مضلَّلة ضد الكلمة التي ألقيتها في العشاء الاحتفالي في26 تموز 2024 ذكرتُ فيها أنّنا في مواجهة مستمرة منذ اكثر من1400 سنة والتي يعرف عنها الكثر لكنها قد تغيب عن كثيرين، بحيث جرى تحريفها وفُهمت المواجهة المستمرة بغير معناها الوجداني والروحاني الذي قصدته عبر استذكار عيد شهداء الكنيسة المارونية أو شهداء مار مارون.
فالمواجهة المستمرة هي ضدّ الاضطهاد من أي جهة أتى وضدّ الظلم والظالمين والمتحكمين بمصائر الشعوب ايًّا كان هؤلاء. أمّا الإضطهاد والظلم فلا دين لهما ولا طائفة ولا لون ولا عرق .
وكم نحن في أمسّ الحاجة في أيامنا هذه ان نتمسك بثوابت كنيستنا ونحن نستذكر شهداءنا ونتطلع إلى مقاومة كل أنواع الظلم والاضطهاد وصولا إلى الحرية التي ارتبطت بتاريخ الكنيسة دائما.
وانا كلي ثقة بانه يمكن لأصحاب البصيرة والحكمة أن يميّزوا بين الحق الذي يراد به الحق نفسه، والحق الذي يراد به الباطل والذي يمكن أن يستفيد منه كثر من محبّي إثارة الفتن والنعرات الطائفية وما أكثرهم في هذه الأيام ليفسدوا علاقتي بأهلي وأصدقائي وعائلتي الصيداوية الأحب إلى قلبي.
وكم كنت أتمنى على بعضهم هذا تغليب المنطق ولغة العقل وعدم استغلال الموضوع لإظهاري بمظهر المتطرفة، فمن نشأ وتربى في ربوع صيدا وأحيائها، وتفيأ ظلالها، وشرب ماءها، ونهل من تعاليم المطران سليم غزال ومبادئه لا يجد التطرف إليه سبيلا".