فيل انتخابي ما بيطير
بينَ الجَمعيةِ العامةِ للأممِ المتحدة والجلسةِ العامةِ للأممِ اللبنانيةِ تقاطَع الخبَر وردّت ساحةُ النجمة على ساحاتِ نيويورك وإشارةِ دونالد ترامب التي فُسّرت دعوةً إلى التوطين. ردُّ مجلسِ النواب جاء رافضاً وسطّر المجلسُ توصية ً تؤكّدُ رُباعية: لا فَرزَ للشّعب لا تَجزئة لا توطين ولا تَقسيم...وتكمُنُ أهميةُ هذهِ التوصية بحسَبِ رئاسةِ المجلس في أنّ وفدَ لبنانِ في نيويورك برئاسةِ رئيسِ الجُمهورية الرسالةُ وَصَلت لكنّ رسائلَ عون إلى بري داخلياً كانت تتّخذُ شكلَ الإعلامِ الحربيّ في أقوى هجومٍ مِن نوعِه تَخوضُه الشاشةُ البُرتقاليةُ ضدَّ رئيسِ المجلس وتتّهمُه بالفساد من دونِ تسمية ومعَ وضعِ رسمٍ تشبيهيٍّ له وتحتَ مَقولة" سمّى الجيري وسمّى الحيّ ولولا شوية سماني " وإذا كان لبنانُ قد تجاوزَ أزْمةَ التوطين للنازحينَ واللاجئين على أرضِه فإنّ عليه اليومَ توطينَ عَلاقةٍ ليس بين عون بري وحسْب بل بينَ المجاميعِ الثلاثة عون بري حريري بعدما تمكّن رئيسُ المجلس مِن رمي قُنبلةٍ دُخانيةٍ اسمُها تقصيرُ الولاية
فلماذا شهَرَ بري سلاحَه في هذا التوقيتِ وطَرَحَ الانتخاباتِ المبكرة وأحرجَ كلاً من التيارينِ الوطنيِّ الحرّ والمستقبل؟
تقولُ القراءةُ السياسية إنّ رئيسَ المجلسِ استشعرَ اتفاقًا قويًا بين عون والحريري وبرزَ تماسكُ الطرفين في صفْقةِ بواخرِ الكهرَباء.. وإذا جرَتِ الانتخاباتُ وبقيَ الحِلفُ مِن فولاذ وانضمَّ سمير جعجع إلى عون الحريري فستَظفرُ هذهِ القُوى برصيدٍ نيابيٍّ كاسحٍ يَضعُ حِزبَ الله بينَ حليفينِ ونورينِ للعين : بري والتيار.. عندئذٍ ماذا يبقى من أصواتٍ لخوض بري معركةَ رئاسةِ المجلس؟ فضَرَبَ الرئيس بمِطرقةِ الطرحِ المعجّلِ غيرِ المكرّر بهدفِ ضربِ التيارَينِ بحَجرٍ انتخابيٍّ واحد , وهو لن يُعيدَ طرحَه لكونِ الأجوبةِ الرافضةِ قد وصلت.
هذا ليسَ أرنبًا هذه المرة.. إنما " فيلٌ " انتخابيّ" ما بيطير ".