سنا السبلاني
بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظر دخول مواطني سبع دول من المسلمين الى الولايات المتحدة، من بينها إيران، شهدت العلاقات الأميركية - الإيرانية تصعيداً ملحوظاً من الطرفين، تطور الى حد التهديدات الرسمية العلنية. فما هي السيناريوهات المطروحة للطريق التي ستتخذها العلاقات بين البلدين!؟
التصعيد الإيراني بعد قرار ترامب بدأ بالإعلان عن نيتها التعامل بالمثل و"وقف منح تأشيرات الدخول للأميركيين إلى أراضيها". ومن ثم تطور بعد قيام إيران بتجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي، تلاها تحذير رسمي أميركي إذ أعلن ترامب أن "كل خيارات الردّ مطروحة على الطاولة". التجربة الصاروخية الإيرانية دفعت ادارة ترامب الى زيادة العقوبات الإقتصادية على طهران، لتشمل 13 شخصاً و12 شركة إيرانية. "العقوبات مجرد خطوات أولية رداً على سلوك ايران الاستفزازي"، قالها مسؤول في الادارة الاميركية علناً.
"ما قد يحصل الآن هو أن تعود إيران الى المربع الأول في علاقتها مع الولايات المتحدة"، بحسب المحلل السياسي أمين قمورية، أي عودة العلاقات الديبلوماسية الى الصفر ودخول الدولتين في عداء تام، فضلاً عن الحصار الإقتصادي وتضييق الخناق الأميركي على إيران.
في المقابل قد تهدد إيران باستئناف نشاطها النووي، يقول قمورية في حديث لـ"الجديد"، لكنه يستبعد أن تصل هذه التهديدات الى مرحلة التطبيق على أرض الواقع، معتبراً أن ذلك لن يكون أكثر من ضغط على أميركا.
ويضيف قمورية قائلاً إن هاتين القوتين العظميين قد تدخلان في "سباق على التسلّح"، فتبدأ إيران بالسعي الى تطوير منظومتها العسكرية.
تغريدات الرئيس الأميركي المثير للجدل عادت لتحذّر إيران عبر القول "إيران تلعب بالنار. هي لا تقدّر كم كان الرئيس باراك أوباما لطيفاً معها. أنا لن أكون كذلك". الردّ الإيراني جاء مستفزًّا حينما قال وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف إن إيران لا تعبأ بالتهديدات الأميركية ولن تبادر بإشعال حرب، لكنها تستطيع أن تعتمد على وسائلها الخاصة للدفاع. وقال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي "لقد هدد إيران من هم أكبر من ترامب، ولم يتمكنوا من فعل شيء".
في صيف العام الماضي، أبدى رئيس القيادة الاميركية الوسطى الجنرال جو فوتل قلقه من قادة الحرس الثوري الذين اعتبر أنهم غير مسؤولين ويحاولون اختبار أميركا، وقد "يتسببون بتصعيد عسكري".
وعن احتمال نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة، يقول قمورية "من المبكر الحديث عن حرب بين البلدين"، مشيراً الى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً كبيراً "إلاّ أن الحرب لها حسابات أخرى".
ويختم "إيران ليست في وارد الدخول في حرب الآن، وترامب لن يفتح على نفسه هذه الفتوحات".