في تجرِبتِه الطويلة كخبيرٍ رئاسيٍّ محلَّف، كان جان عبيد قد أَدركَ أصولَ الُّلعبة/ هو طافَ مِراراً حول القصر ولم يَدخلْه رئيساً/ وأَلَمَّت به الفخامةُ قبل أن يُلِمَّ به المرض، لكنه رَحَلَ وهو على قناعةٍ بأنَّ رئيسَ جمهوريةِ لبنان يَنزِلُ بمرسومٍ إلهي قبل ليلةٍ من جلسة الانتخاب/ وعقيدةُ الرَّجُلِ العالِمِ بخفايا تحضيرِ أرواح الرئيس لا تزال ساريةً سَواءً بخلافاتِ اللبنانيين على جنس الملاك الرئاسي او بدخول الدولِ عاملاً مرطِّباً أو مؤسِّساً// يتغيرُ الأوصياءُ على الرئاسية ولا تتبدلُ العقليةُ اللبنانية.. تزولُ دولٌ وانتداباتٌ وأنظمة.. فنَستدعي دولاً غيرَها ونجلِسُ نترقَّبُ الكتلَ المُمسِكةَ بعُنُقِ الرئاسة، ونشاهدُ صراعَها الوطني على الميثاقية والتمثيل والحيثية وبكلِّ روحٍ طائفية// لا تبديلَ في الذهنية حتى وإنْ كانت جلسةُ الشهر المقبل ستُعقد على ارتفاع حربٍ مدمرة.. آلافُ الشهداء.. وركامٌ يملأ البلاد.. ومدنٌ من رَمَاد/ ولتاريخه, يتقدمُ قائدُ الجيش.. تتراجع آلياتُه الدستورية/ تُطرح اسماءٌ في مقاعدِ الاحتياط.. فيَنزِلُ الحِرمُ على بعضها/ تُسوَّقُ شخصياتٌ.. فتَنتفضُ مرجِعيات/ ومعَ تقدمِ ال