سقى الله غزة مطرا/ وجعل الله من الماء كل غزاوي حيا/ فالقطاع الذي ارتوى بالدم غسل اليوم أرضه وروحه بمياه شتاء تشريني/ وبعد صلاة الاستسقاء على أياد ارتفعت نحو السماء/ كانت صلاة الغائب على أرواح أكثر من مئة وسبعين شهيدا/ ترفع فوق ساحة مستشفى الشفاء حيث تحولت باحته الخارجية إلى أكبر مقبرة جماعية تضم جثامين تحللت في العراء/ أكرم الشفاء الشهداء بدفنهم/ وأجرى عملية نقل آمن لعشرات الأطفال الخدج من حاضناتهم بفعل انقطاع الكهرباء وانعدام الأوكسجين إلى أقسام أخرى من المستشفى/ وسط مناشدات من أن يؤدي استمرار الحال إلى فقد باقي الأطفال رغم المحاولات الحثيثة لإبقائهم على قيد الحياة/ صراخ الأطفال وهم يتمسكون بحبل الحياة شكل صفعة للضمير الإنساني/ ومع ذلك لم يفتح ثغرة في جدار الحصار المفروض على الدواء والغذاء والوقود لأهل القطاع/ لا بل صار العالم المتخفي وراء حقوق الإنسان شريكا في تضييق الخناق// وإذا كان لغزة سماء مرفوعة على أعمدة الرجاء/ فلها في الميدان رجال يخوضون الموت لأجلها/ بكل ما أوتيت أيمانهم من إيمان بقوة السلاح/ ومن الاشتباك مع العدو من المسافة صفر/ وتحويل آلياته إلى مقابر متنقلة/ والإمساك