إمَّا أنه نَمِرٌ من ورق او أنَّ حجمَ الدعمِ الدولي-الاقليمي لن يقفَ في وجهه جيوش.. او الاحتمالَينِ معاً/ فسورياليةُ السقوطِ في سوريا تدحرجت كهاويةٍ من اعلى خيالِها/ والتطوراتُ في مدنها تُقاس بالدقائق التي تغيّر معالمَ الجمهوريةِ السورية// كلُّ الوسائدِ المسانِدة للنظام اصبحت خالية.. ولا اجنحةَ للرئيس السوري من جانبَيها الروسي والايراني/ انكفأتِ الحلولُ وتقدَّمَ صهيلُ الخيلِ المسلَّح لفرض معادلاتٍ جديدة.. وكلُّها تَهرَعُ نحو عرين الاسد/ فالعاصمةُ دمشق يُفرَضُ عليها الطوقُ حالياً من طرفَي النظام والمسلحين/ وقال وزيرُ الداخلية السوري محمد الرحمون إنَّ هناك طوقاً أمنياً قوياً جداً على أطراف دمشق ولا يمكنُ لأحدٍ أنْ يكسرَه، وذلك بعد اعلانِ الفصائلِ المسلحة انها باتت على ابواب العاصمة/ واطلق المسلحون معركةً عسكريةً خاصة لدخول الشام من مَحاورَ عدة، وذلك عقِبَ التقدمِ في الريف الغربي، والتحركِ في جرمانا واسقاطِ تمثال الرئيس حافظ الاسد عند مداخلِها الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي/ ومحاولاتُ اختراقِ دمشق من اريافِها تسيرُ بالتوازي مع الطحنِ العسكري في حِمص من جانبي الجيشِ والفصائل ولم تُعلِنِ المعارضةُ للآنَ سيطرتَها الكاملة على المحافظة وإنْ اصبح المسلحون على قابِ قوسيِن من المدينة// وكما الغزوُ المسلح كذلك غزوٌ من التداول العربي الاقليمي الفارسي في المنطقة وسَطَ صوتٍ وحيد من العالم لمبعوثِ سوريا الاممي "غير بيدرسون" يصرُخُ بالدعوة الى انتقالٍ سياسيٍّ منظّم ويدعو الى تجنُّبِ سفكِ الدماء في سوريا/ وفي منتدى الدوحة عبّر الرئيسُ التركي رجب طيب اردوغان عن الانقلاب الذي قاده بثوبِ هيئةِ تحريرِ الشام فطلب من الجميع تقبُلَ فكرةِ وجودِ مرحلةٍ سياسيةٍ جديدة في سوريا الآن/ وأعرب عن أملِه في استمرارِ تَقدُمِ مقاتلي المعارضة من دونِ مشاكل/ مؤكِداً أن هدفَهم العاصمةُ دمشق/ وخُطةُ اردوغان كقائدِ ظِلٍّ للفصائلِ المسلحة ستبدأُ علائمُها بالظهور في اجتماعاتٍ تَبحث اليومَ التاليَ السوري، وقالتِ المعلوماتُ إنَّ اجتماعاً سيُعقدُ في الدوحة بشأن سوريا يضمُّ قطر ومِصرَ والسعودية والأردن والعراق ودولَ آستانا/ وتدفعُ اميركا بدورها نحوَ تفاوضٍ على انهاء الصراع بما يوافِقُ قرارَ مجلسِ الأمن 2254 الممهِّد لعمليةِ الانتقالِ السياسي/ لكنَّ رغبةَ الادارةِ الاميركية الحالية لا تمُاشِي مواقفَ الرئيسِ المنتخب دونالد ترامب الذي قال إن "سوريا في حالةِ فوضى، وهي ليست صديقتَنا والمعركةَ ليست معركتَنا فدَعُوها كما هي ولا تتدَخَّلوا"،// تنحٍّ من ترامب.. انغماسٌ من ادارة بايدن.. ادارةُ معركةٍ من السلطان التركي.. انسحاباتٌ ايرانية من سوريا.. صقيعٌ روسي معَ الحليفِ السوري/ وما بين هذه الجبالِ النائية يُسألُ معَ كلِّ تقدمٍ عن مصير بشار الاسد// في الانباءِ المتداوَلةِ رسمياً أنه ما يزالُ على قيد العملِ في سوريا/ وفي الاخبار الرائجة اعلاميا ان عائلتَه غادرت الى موسكو/ لكنْ ماذا عن الساعات والايام المقبلة وهل ينخرطُ الرئيسُ السوري في حل الاستانة متأخِّراً.. ام يختارُ التفاوضَ بالنار؟،// الرئاسةُ السورية التي اكدت وجودَه في دمشق لم تعلِنْ حتى الساعة انَّ الاسد سيتوجَّهُ بخطابٍ هذا المساء.. لكنه سيفعلُ ذاتَ مساء.