لحسين النبطية, الطفل الذي قاوم غارة وصمد ساعات تحت الركام, للسهرة العائلية التي أدمتها الصواريخ الذكية, لكل وردة نزفت لونها وشوكها, وللصوانة التي ما تكسرت جبال صوانها, ولعدشيت جارة الشقيف وموال الأنهر، لكل هؤلاء وغيرهم من المدنيين ارتفع ضغط الدم الجنوبي، وعلا منسوب المطالبة بالرد وتدريك اسرائيل ثمن الحرب/ فالاطفال لم يلتحقوا بمدارسهم بداعي التشييع, والنساء ودعن اولادهن في الحضن الاخير.. وصبايا من الجنوب زرن التراب بعدما كن زهراته/ وأسى النبطية لم يعط حزنه لأحد/ لكنه تحول اوراقا رسمية في شكوى سيقدمها لبنان الى مجلس الامن مستندا فيها الى وقائع مغايرة هذه المرة/ بحيث لم يثبت حتى الآن ضلوع حزب الله في اطلاق الصواريخ على صفد التي كانت محور الانتقام من الجنوبيين/ وعلى هذه الشكوى وموقف لبنان من العدوان الاسرائيلي، سيتحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مؤتمر ميونخ للامن الدولي/ وهو سيبلغ نص الشكوى شفهيا الى الموفد الاميركي اموس هوكستين/ وهذا التمادي في خرق السيادة اللبنانية وضرب المدنيين كأهداف، وضعه كل من الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري برسم الموفدين الدوليين الذين جاؤونا وقلبهم على اسرائيل، فتساءل ميقاتي عن الخطوات والمبادرات للمعنيين الدوليين للجم العدو، فيما قال رئيس المجلس إن المجزرة إرتكبت مع سبق الإصرار/ ووضع بري الدماء التي أزهقت في النبطية وقبلها في حولا والصوانة وعدشيت برسم الموفدين الدوليين والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، لتتحرك بشكل عاجل لوقف آلة القتل الاسرائيلية/ غير أن هذه الآلة فعالة قصفا وطائرات تجسس ومسيرات أطبقت على القرى الجنوبية، اذ أستأنف العدو غاراته مساء واستهدف بليدا وحولا وميس الجبل ووادي السلوقي / وذلك بالتزامن مع اعلان اسرائيل سماع دوي انفجارات قوية في نهاريا وكريات شمونة/ ورفعت قيادات الاحتلال من مستوى تصريحاتها، فهدد وزير الحرب يوآف غالانت بالهجوم حتى عمق خمسين كيلومترا في بيروت وأي مكان آخر/ بحسب هيئة البث الاسرائيلية التي نقلت عنه قوله إن طائرات سلاح الجو التي تحلق الآن في سماء لبنان تحمل قنابل ثقيلة لأهداف بعيدة/ واضاف: سنصعد ضد حزب الله بمستوى عشر ما نستطيعه/ ولا تعكس هذه التصريحات بالضرورة عزم اسرائيل على طرح المزايدة الحربية او البدء بتدابيرها، وقد صنفت ضمن الدعاية النفسية والتي ستكون موضع رد في كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى اغتيال القادة يوم غد/ وهو الجهة المعنية بتبادل الحروب النفسية/ وعلى مائدة جنوبية تجمع الحرب والفراغ والمستقبل، عقد لقاء هذا المساء بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري الذي فضفض للصحافيين في بيت الوسط من دون إخراج البحصة قائلا إن كل ما كتب عن علاقتي مع السعودية لا صحة له فأنا علقت العمل مني وليس بقرار من اي احد اخر/ وكرر الحريري ان الوقت لم يحن لعودته الى العمل السياسي بعد، لكنه قال: اذا لمست ان الطائفة السنية في لبنان تميل نحو التطرف ساعتها انا بتدخل/ وبمغادرة زعيم المستقبل بيروت يوم السبت, يعود انصاره الى اليتم السياسي, ويستأنف الحريري عمله في دولة الامارات.. يسدد ديونا لكنه لن يتمكن من استرجاع ودائعه السياسية قبل ان يصل الى "الحلوى الخارجية".. وكل شي بوقتو حلو.