واضاف: "بخصوص المشهد المأسوي الذي حصل في الجنوب، أقول إن هناك لجنة مراقبة دولية ولبنان عضو في هذه اللجنة، وكان حري بالحكومة الحالية، لا بل من صلب مسؤولياتها، أن تُطلع أهالي القرى والبلدات على الأماكن التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي والمواقع التي لن ينسحب منها، لا أن تترك بعض الأحزاب تستغل المشهد لأهداف مصلحية كانت نتيجتها سقوط 22 من المواطنين والجيش اللبناني ونحو 125 جريحاً."
ورأى جعجع أن "هذه الحكومة التي لا تزال هي المسؤولة بانتظار أن تكتمل السلطة الإجرائية للعهد الجديد، كان عليها أن تطلب من الجيش اللبناني أن ينظم إدخال المواطنين إلى القرى الآمنة، وأن تزوّده بالأوامر لمنع التوجه إلى المناطق التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتلها، لأن حياة الناس من مسؤولية الحكومة اللبنانية لا إسرائيل".
وأضاف "لقد استغل محور الممانعة هذا الفراغ ودفع بالمواطنين إلى خطر محقق غير آبه بمن سيُقتل أو سيُجرح. هذا المحور الطائش يعرف قبل غيره، أن الزج بأكثر من عشرين مواطناً إلى الموت الحتمي لا طائل منه ولن يعود بأي نتيجة، ولن يجعل إسرائيل تغير من موقفها."
وتابع: "لذا على الحكومة الحالية فوراً أن تسترد زمام الأمور لجهة حماية المواطنين وتنظيم عودتهم إلى حيث يمكنهم العودة، وأن تقف بالمرصاد في وجه الأحزاب التي تدفعهم إلى الموت."
واضاف: "على الحكومة أيضاً أن تبادر إلى التواصل مع الدول الراعية لاتفاق وقف النار، لا سيما أميركا وفرنسا، للبحث في موجبات الانسحاب، وأن تقوم الدولة اللبنانية أيضاً بدورها بحسب الاتفاق المذكور."
ورداً على ما ورد في بيان "حزب الله" من تكرار لمعادلة "جيش وشعب ومقاومة" قال جعجع "لا يوجد إلا جيش وشعب ودولة، وهناك من يستفيد من مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة الجديدة ليكرّر معادلات طواها الزمن ولا مكان لها في المرحلة الجديدة والواعدة التي يتحضر لها لبنان".