الحكومة والجنوب.. حقل ألغام!
على وقع كل السجالات والخلافات والمطالبات، يدخل التكليف أسبوعه الثالث، فالكتل كلها تعنون حراكها بالتسهيل، فيما تطالب بالتمثيلِ والتسمية ووحدةِ المعايير علما أنَّ الدفع السعودي والزيارات العربية كانت مضامينها مشروطة بالاصلاحات والمبادرات الداخلية، وبالتالي فإن كل تأخير في التأليف ينعكس تأخيرا في انطلاقة العهد، ومعه مخاطر تمديد بقاء العدو الاسرائيلي على أرض لبنان لشهر إضافي.
وفي المعلومات، أن الدولة اللبنانية على المستويين السياسي والعسكري تعمل على اتخاذ إجراءات ميدانية بدءا من فجر الاحد كي لا يندفع سكان الجنوب والقرى الحدودية الى مواقع مواجهة مع العدو غير الابه بسلامة اللبنانيين وأمنهم، فلا شيء يمنعه من استهدافهم ولو كانوا بالعشرات، أما حكوميا فتعلق مصادر متابعة لملف التشكيل: أننا عدنا الى نقطة الصفر والتعثر حكومي سيد الموقف، فكل المفاوضات صارت بحكم الملغاة، بعدما ساد مبدأ وحدة المعايير بين الكتل، وبالتالي المعادلة واضحة: أي اتفاق مع حزب أو كتلة أو طائفة يقابله اتفاق مع الاخرى، والتمسية يقابلها تسمية والمحاصصة كذلك الامر، وسط رفض الجميع طرح أسماء مرشحيها وترك الخيار النهائي للرئيس المكلف، في المقابل يحاول الرئيس نواف سلام جاهدا أن يعكس جوا من التعاون بين الكتل ورئيس الجمهورية لايجاد مساحة مشتركة وصولا لمحاولة استيلاد حكومة يكتب لها النجاح والعمل، ورغم قناعته بأن التشكيلة الحالية ستحافظ على طائفيتها المعهودة إنما يسعى الرئيس المكلف أقله على أن تكون منتجة غير استفزازية، أما على خط رئيس الجمهورية فالعماد عون يفسح المجال كاملا للرئيس المكلف كي ينجز التأليف، وفي المعلومات أنه حتى اللحظة لم يطالب رئيس الجمهورية بأية حقائب وانما تشاور فقط مع الرئيس المكلف ببعض الأسماء.