مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيسين عون وماكرون

2025-01-17 | 08:09
مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيسين عون وماكرون

عقد رئيس الجمهورية جوزاف عون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد لقائهما في القصر الجمهوري ببعبدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً .

وقد ألقى الرئيس عون كلمة  جاء فيها:

"السيد الرئيس، السيدات والسادة في الوفد المرافق، 
شهيرة مقولة الجنرال ديغول، "أن في عمق كل فرنسي، شيئا من لبنان". 
ونحن في المقابل نقول، بأن في قلب كل لبناني، وفي عقله ووجدانه ولغته اليومية وتاريخه الحي وثقافته المبدعة ... الكثير الكثير من فرنسا. 
فها هو وادي لامارتين جارنا هنا. 
وها هو ترابه الذي احتضن شقيقته جولي . 
وها هي دراسات إرنست رينان، التي حفظت تراثنا وتاريخ بلاد الأرز. 
وقبلهما بقرون، وبعدهما أيضا، كنا معا وبقينا معا.
 
نتبادل أنوار الحرية والحداثة، من أجل خير إنساننا وخيرِ العالم. 
ولم يبخل لبنان. ولم يجحد ولم يتكاسل.فرد   جميل فرنسا بكلِ ما هو جميل. 

من "مهاجر" جورج شحادة إلى "صخرة" أمين معلوف ...  
ومن أنامل غبريال يارد وأوتارِ ميكا إلى ترومبيت معلوفٍ آخر هو إبراهيم ... 
 
وما بين هؤلاء من نتاج الكبار أدببا وفنيا وعلميا وفي كل مجال: أندريه شديد وصلاح ستيتيه... فينوس خوري ورينيه حبشي وجو مايلا... 
والعشرات الذين أغنوا إنساننا والثقافة ... 

فما بين بلدينا وشعبينا، يشبه هذا البحر الذي بيننا. مد وجزر جمعانا، "من يوم اللي تكون يا وطني الموج"، كما تغني سيدتنا فيروز ... 
فيروز التي قمتم بزيارتها عزيزي إيمانوييل، يوم كان لبنان يتألم. 
وتعودون اليوم لزيارتنا، ولبنان يأمل ويحلم. 
فعلى مدى الأعوام الأخيرة، دفع شعبي الكثير. 
من دمائه ومن حجره. من أبنائه ومن ثرواتهم. 
لكننا فعلا - لا شعرا -  شعب الفينيق. 
وها نحن قد انبعثنا أحياء. لأننا أبناء الحياة وأبناء الرجاء وأبناء القيامة. 
ولأن فينا شيئا لا ينتهي ولا يفنى. هو خصوصية حياتنا. وقدرتنا الفريدة على اختراع الفرح المستدام. 
السيد الرئيس، تأتون اليوم لتهنئتنا. وأنتم تدركون أن التهنئة هي للبنان. ولكل لبناني. 
للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنهم وأرضهم. 
للذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة أمس، وهم يبتسمون للغد. 
وللذين رحلوا وعيونهم علينا. أو سافروا، وأيديهم على حقيبة العودة، ينتظرون ... وننتظرهم. 
قد يطول الكلام عما يحتاج إليه وطننا الآن. في السياسة والاقتصاد والأمن وشتى المجالات. 
لكنني اليوم، بإسم شعبي، وباسمي شخصيا، أتمنى منكم السيد الرئيس أمرا واحدا فقط. 
أن تشهدوا للعالم كله، بأن ثقة اللبنانيين ببلدهم ودولتهم قد عادت. 
وأن ثقة العالم بلبنان يجب أن تعود كاملة. لأن لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد. 

أما الباقي كله، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه.
 
السيد الرئيس، يقول الكاتب الفرنسي جان جينيه (Genet)، قوله مرة عنا، "إن لبنان بلد نتعلم فيه كيف نعيش. وخصوصا كيف نموت". 
اليوم أقول لكم، إننا أنجزنا القسم الثاني من هذا التعليم، نهائيا وإلى غير رجعة. 
ومن الآن فصاعدا، نحن طلاب الحياة لا موت فيها. 
السيد الرئيس، أهلا بكم وبصحبكم في بيروت الحية أبدا". 

بدوره  قال ماكرون متوجها الى رئيس الجمهورية "انتخبتم رئيسًا للجمهورية ومن 9 كانون الثاني الماضي عاد الربيع في فصل الشتاء. أنتم الامل ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام سيجسد هذا الامل، فانتخاب اللبنانيين لكم أكد على مطالبتهم بالتغيير وانعاش لبنان".

واضاف: "فرنسا كانت إلى جانب لبنان خلال السنوات الصعبة، وتتطلع إلى العمل بجانبكم بشكل أكبر،ةوأنتم تجسدون إمكانية السير على عهد وميثاق جديدين"، مؤكّدًا "أنّني أعرف تصميمكم وأنكم لن تدعوا هذا الأمل يضيع في الرمال المتحركة".

وتابع  "في آب 2020، بعد أيّام من زيارتي إلى بيروت، جنّدنا المجتمع الدولي لإعاة إعمار بيروت. وفي الأشهر الأخيرة، جندناه أيضا عندما عادت الحرب إلى لبنان وتعرض لقصف مروّع"، مشدّدًا على أنّ "في هذه اللحظة، سندعمكم وسندعم هدفكم في لبنان ذي سيادة ودولة قادرة على ممارسة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية".

وقال "اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصّلنا إليه مع الرئيس الأميركي جو بايدن في 26 تشرين الثاني الماضي، كان نهاية مرحلة من العنف لا تطاق، ونتطلع لانسحاب كامل للجيش الاسرائيلي، وأن يكون السلاح فقط في يد الجيش اللبناني، وسنعمل على تجنيد المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في كل المجالات ويجب تعزيز عمل اليونيفيل للتتمكن مع انجاز مهمتها".

وشدد ماكرون على ان بلاده ستستمر في تعزيز وتقوية الجيش وانتشاره في الجنوب، مضيفاً :"هذا الامر  أساس لسيادة لبنان، ويجب الاستمرار في تجنيد وتعزيز التدريب والتكوين، ودعم فرنسا سيبقى ثابتا في هذا المجال، وهي ستنشئ مركزا جديدا لتدريب 500 جندي لبناني".

وقال: "سنعمل مع لبنان لترسيم الحدود على طول الخط الأزرق، سننظم قريبا مؤتمرا دوليا لحشد التمويل لاعادة اعمار لبنان".

وتابع: "يجب تشكيل حكومة جديدة سريعًا، وأعرف ان كل القوى السياسية ستتحرك لمواكبتكم ومواكبة رئيس الحكومة المكلف، والجميع مجند الى جانبكم لايجاد الحلول".

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق