اضاف: "إن استحضار انتخابات ١٩٨٢ اليوم، لا يقرب إلى الأذهان حقيقة ما جرى آنذاك، ولا ينصف واقع اليوم، ولا يرسم مسارا للغد. فما جرى في العام ١٩٨٢ كان أولا وأخيرا، محاولة للحفاظ على وطن منقسم وعاصمته محتلة، وعلى دولة مهددة بالزوال، وعلى جنوب يرحل إلى جنوبه، وعلى دستور كان هناك بعد رجلٌ يحافظ عليه اسمه كامل الأسعد".
وتابع: "لقد ساهم الرئيس الأسعد في وصول الشيخ بشير الجميل إلى الرئاسة، بعد عشر جلسات معه أدّت إلى تفاهمات وطنية وقومية شاملة تحمي لبنان وتؤكد وحدته، وذلك في جلسة ميثاقية كان النواب الشيعة كما مختلف الأطياف السياسية أول الحاضرين فيها.
وللتاريخ: بشير الجميل انتُخب بعدما نال القبول من غالبية الدول العربية والأجنبية، وبإمكانك مراجعة زياراته إلى تلك الدول ومعرفة ما دار خلالها. وحدها سوريا طلبت من الرئيس الأسعد ما لا يُطلَب من رجل من قماشته: عدم عقد الجلسة، وهو ما رفضه الرئيس الأسعد يومها لأن عدم عقد الجلسة وانتخاب رئيس لا يصبّان إلا في مصلحة إسرائيل، ولا يضعان لبنان، وطنا وجمهورية، إلا على طريق الزوال. وفي المقابل طلب من الرئيس الراحل حافظ الأسد أن يسمّي مرشحا واحدا ضد الجميل ليمشي به، لكن لم يجرؤ على الترشيح أو الترشح أحد".
واردف: "نتفق مع السيد وهاب على أن الرئيس بري لن يكون كامل الأسعد، وذلك لاستحالة الأمر تاريخا وحاضرا ومستقبلا، وإلا ما كنا شهدنا ما شهدناه من فراغ في السلطة وتعطيل للدستور. أما حديث وهاب عن الإقطاع، فلا ينمّ إلا عن جهل تام بالجنوب وتاريخ الجنوب وأهل الجنوب الذين كانوا على وئام صادق مع زعاماتهم التي لم تغتنِ على حسابهم، ولم تلطخ أيديها بدمائهم. إنما الإقطاع كان حيث يعيش وهاب، ولا يزال".
وختم: "لقد فارق والدي الحياة قبل ١٤ عاما، نظيف الكف ناصع التاريخ، واقفا بكامل عنفوانه يذود عن مواقفه ومبادئه ويمارسها دون كذب أو نفاق أو متاجرة. حبذا يا سيد وهاب لو تترك الرئيس الأسعد في عليائه راضيا مطمئنا، وتتفرغ لمن أوصلوا البلد إلى الدرك الذي نحن فيه من فقر وعوز وفساد وتعثر وفشل".