جولات زملائنا في قناة الجديد كشفت عن حطام مدن .. وطرقات لم تعد تميز اسفلتها من سواد العدو .. وعن تدمير يأتي كالعقوبات بحيث يتم قصف الاحياء مرة واثنتين وثلاثا ولان الحقد الاسرائيلي يضرب في كل اتجاه فقد صوب على اهداف مكوناتها " السفيحة البعلبكية " وأنزل غضبه على محتوياتها مستهدفا مقهى اثريا في دورس يمتد عمره الى مئتي سنة .. أي قبل نشوء كيان الاحتلال بمئة وثلاثين سنة ولأنها على عداء مع التاريخ ومؤسسيه فقد احاطت اسرائيل محيط قلعة بعلبك بالنار ودخان الغارات وهددت هندسات وهياكل . ولن يعرف العدو من التاريخ سوى تدميره ..ولن يتعلم ان بعلبك .. قلعة تسكن الشمس اعمدتها وتنام آلهة الرومان بين عمرانها .. وأنها مدينة تجري من تحتها الانهارفيسقيها العاصي .. ويترقرق فيها الليطاني وتحرسها سلاسل من جبال لبنان.وهي لليوم مهد حضارة الفن والاغنية ومسرح الكبار
ومعبد الذين مروا على ادراجها فحفرت اسماؤهم كشمعة على سياجها .وهدوء ما قبل العاصفة سمح بزيارة بعلبك وصور والضاحية واعاد صورة كانت معمرة وصارت مدمرة .لكن الهدوء السياسي .. ايضا مخيف، إذ ترافق وصمتا عالميا لصالح الانتخابات الاميركية التي تطلق غدا الثلاثاء الكبير. وهي المرة الاولى التي تشهد على تقارب وتزاحم قد يكون فوضويا بعد إعلان النتائج . دونالد ترامب وكامالا هاريس يخوضان معركة سحبت معها كل ازمات الكوكب وحروب العالم ، ولا توقعات تحسم النتيجة منذ الآن لكون العملية تقرر بها ما يعرف بالولايات السبع المتأرجحة
وايا يكن اسم الفائز فانه اذا ما اراد ان يحكم ضد مشيئة اسرائيل العسكرية والسياسية فسوف يتم عزله او معاداته ..وليس اوضح من جلسة الكونغرس الشهيرة والتي نفذ من على منصتها بنيامين نتنياهو غاراته الخطابية الشهيرة .. فلاقى تصفيقا حادا من جمهوريين وديمقراطيين على حد سواء .