من هو حسين الشرع والد "الجولاني"؟
ولد حسين الشرع في عام 1944 في مدينة فيق حوران عاصمة الزويّة جنوب سوريا لعائلة عريقة مشهورة بالعلم، ينحدرون من سلالات تتصل بآل بيت النبوة، لهم حظوة عند جميع أبناء المنطقة، ولهم أهمية خاصة في الوجاهة وحل الخلافات، وعند السلطة في القائم مقام، والمحافظة، في زمن الانتداب الفرنسي، وفي زمن السلطنة العثمانية، ولهم علاقات ونسب مع معظم العائلات في منطقة حوران، والأردن، وفلسطين، ودمشق.
والده علي الشرع كان من ملّاك الأراضي الكبيرة. فأهله كانوا مالكين لحوالي 85% من أراضي فيق، نحو 600 دونم أراضي زراعية، وجده لأبيه كان يملك نحو 2000 دونم، وكان هناك 2000 دونم وزعها طالب الشرع على العاملين (80 شخصاً). وكانوا لا يفرّقون بين العاملين، والده عمل بالتجارة، أما جده وعمومه فقد كانوا من المناضلين ضد الاستعمار الفرنسي في ثورة الزويّة المنسية عام 1920-1927.
درس في طفولته في الكتّاب عن الشيخ وتعلم العمليات الحسابية، ودرس الابتدائية والإعدادية وحتى الثالث ثانوي في ثانوية فيق.
نجح في الدخول لعضوية مجلس محافظة القنيطرة، وعام 1973 ترشح لمجس الشعب ولم يوفق لأنه غير بعثي، كما تعرض للاعتقال في سجون البعث.
ولدى حسين الشرع كتب عدة متخصصة في مجال النفط. انقطع فترة طويلة عن الكتابة ثم عاد الرجل الثمانيني لينشر كتابه "قراءة في القيامة السورية".
وبذلك يتضح مدى التباعد بينه وبين خط ابنه أحمد. إذ يرى الأب أن حل المسألة السورية بعد الانتقال السياسي، يكون ببناء دولة مدنية ديموقراطية تعددية على أساس المواطنة بلا تمييز في العرق أو الدين أو المذهب.
ووفق أفكار حسين الشرع، يجب أن يكون للبلاد دستوراً جديداً يضمن استقلالها، والسيادة المطلقة للشعب واحترام الحريات والرأي الآخر، والتعددية السياسية وحرية عمل الأحزاب وخضوع المؤسسات للقوانين وإبعاد الجيش وقوات الأمن عن السياسة.
كان حسين الشرع، وآخرين من أقرانه، يشكلون قوة للمظاهرات في منطقتهم المحكومة بالقوانين العسكرية. فالمظاهرات لا تتوقف في أي مناسبة، في عيد الشجرة، في ذكرى وعد بلفور في 2 تشرين الثاني، في ذكرى قرار تقسيم فلسطين في 29 تشرين الثاني، في أي لحظة، وفي أي يوم لا بد من مظاهرات ضد النظام الانفصالي الجديد ورموزه. ليس وراءهم حزب أو تنظيم، ولكنها مظاهرات عفوية، والسلطة كانت تطاردهم بالجيش الذي يطلق الرصاص الحي.
وإثر ذلك، تعرض لمحاولة إغتيال، تتجسد بإطلاق الرصاص باتجاهه، لكنه نجا والرصاصة أصابت إمرأة، آنذاك.