وقد توسعت رقعة الاحتجاجات الطلابية في العديد من الجامعات للمطالبة بوقف فوري للعدوان على القطاع ، وذلك رغم حملات الاعتقال التي تنفذها السلطات الامنية الاميركية بحق الطلبة والمتظاهرين المساندين لهم، وسط تهديد بتنفيذ المزيد من الاعتقالات في حال استمرت التظاهرات والاحتجاجات.
وقد شملت تلك التظاهرات العاصمة واشنطن وولايات أخرى، بينما اعتقلت السلطات مئات المحتجين، فيما نددت منظمات حقوقية بوقوع انتهاكات ضد المتظاهرين.
وقد تصاعدت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في لوس أنجلوس ونيويورك وواشنطن مرورا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، وشملت الاعتصامات والمظاهرات جامعات مرموقة عالميا مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن، وهو ما يعيد للأذهان الاحتجاجات على حرب فيتنتام.
وقد بدأ طلبة مؤيدون للقضية الفلسطينية اعتصاما تضامنيا مفتوحا مع سكان غزة في حرم جامعة جورج واشنطن هو الأول في قلب العاصمة الأميركية، حيث أظهرت مقاطع مصورة خياما عدة شيدت وسط حرم الجامعة وشعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني ومطالبة بإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في غزة.
كما أعلن المعتصمون تضامنهم مع زملائهم الذين اعتقلتهم الشرطة في جامعات كولومبيا وتكساس وجنوب كاليفورنيا.
وفي كاليفورنيا، اعتقلت شرط لوس أنجلوس 93 ناشطاً من مناهضي الحرب على غزة اعتصموا في حديقة الحرم الجامعي لجامعة جنوب الولاية، وقد قررت الجامعة إغلاق أبوابها بسبب الاحتجاجات المستمرة.
وكانت قوات كبيرة من شرطة لوس أنجلوس دخلت الجامعة بطلب من إدارتها لفض اعتصام الطلاب المطالبين بوقف الحرب على غزة وقطع التعاون بين جامعات بلادهم وكيان الاحتلال .
كما أعلنت المتحدثة باسم الشرطة نشر أعداد إضافية من الشرطة في جامعة تكساس بأوامر مباشرة من حاكم الولاية، وكانت الشرطة اعتقلت 34 شخصا في حرم الجامعة بمدينة أوستن، بينما تصدت قوات مكافحة الشغب للمتظاهرين الغاضبين، واستخدمت الهراوات لتفريقهم في بعض الحالات.
كما قالت شرطة جامعة إنديانا إنها اعتقلت 33 شخصا في حرم الجامعة بعد رفض المحتجين إزالة هياكل التخييم، بينما أعلنت شرطة بوسطن إصابة 4 ضباط أثناء قيامهم باعتقال 108 طلاب أقاموا مخيما مؤيدا لفلسطين في كلية إيمرسون بولاية ماساتشوستس.
واعتقلت الشرطة متظاهرين رفضوا أوامر فض التجمع وحظر التخييم في جامعة أوهايو، كما اعتُقل أكاديميان في جامعة إيموري بولاية جورجيا، بحسب وسائل إعلام أميركية.
وفي جامعة هارفارد بولاية ماساتشوستس يواصل الطلاب اعتصامهم المفتوح داخل الحرم الجامعي احتجاجا على استمرار الحرب على قطاع غزة، وطالب المعتصمون بوقف الدعم الأميركي لكيان الاحتلال منددين بما وصفوها بحرب الإبادة ضد أهالي غزة.
وقد أغلقت إدارة الجامعة الحرم الجامعي ورفضت دخول وسائل الإعلام إلى ساحة الاعتصام.
اما في جامعة نورث إيسترن بمدينة بوسطن، بدأ طلاب اعتصاما مفتوحا احتجاجا على استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وشهد الاعتصام حضورا أمنيا مكثفا داخل الحرم الجامعي، لكن الطلاب رفضوا فض الاعتصام وأعلنوا مواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق مطالبهم ووقف التعاون بين الجامعة وإسرائيل.
الى ذلك يواصل طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك اعتصامهم داخل الحرم الجامعي، وذلك بعد أسبوع من فض شرطة نيويورك بطلب من إدارة الجامعة الاعتصام، وهو ما أطلق حركة اعتصامات طلابية عبر جامعات أميركية عدة.
وقد نفت إدارة جامعة كولومبيا الأقوال التي ترددت عن استدعاء شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي الليلة الماضية.
اما في واشنطن، فقد طلبت كوليت كولمان، نائبة رئيس الجامعة لشؤون الطلاب وعميد الطلاب في جامعة جورج واشنطن مساعدة شرطة العاصمة في نقل مخيم احتجاج غير مصرح به في ساحة الجامعة.
في المقابل أشارت منظمات أميركية ودولية إلى حدوث انتهاكات ضد المحتجين في الجامعات الأميركية، اذ نددت منظمة هيومن رايتس ووتش واتحاد الحريات المدنية الأميركي باعتقال المتظاهرين وحثا السلطات على احترام حقوقهم في حرية التعبير.
من جهتها، أعلنت منظمة "فلسطين القانونية" أمس أنها قدمت شكوى اتحادية متعلقة بالحقوق المدنية ضد جامعة كولومبيا عقب اعتقال عشرات المحتجين المناهضين للحرب على غزة الأسبوع الماضي بعد أن استدعت الجامعة الشرطة لفض اعتصام.
وبالتزامن عبّر مشرعون ديمقراطيون بولاية جورجيا عن قلقهم البالغ إزاء تقارير عن استخدام الشرطة قوة مفرطة في حرم جامعة إيموري، وقال المشرعون إن استخدام الشرطة أساليب مكافحة شغب متطرفة يعد تصعيدا خطيرا.
وأضاف المشرعين أن قيادة الولاية بدأت في التعامل مع الاحتجاجات باعتبارها أعمال عنف أو إرهاب. كما قال اتحاد الحريات المدنية الأميركي بولاية جورجيا إنها حملات قمع غير دستورية.
ونفى ناشطون بشدة مزاعم الرئيس الاميركي جو بايدن ومسؤولين عن ممارسات "معادية للسامية" خلال الاحتجاجات الطلابية ، مؤكدين أن المظاهرات ليست معادية لليهود وأن هدفها هو الضغط على الجامعات حتى تسحب استثماراتها من الشركات التي تساهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.