حَطّمت هيئةُ تحريرِ الشام كلَ التماثيلِ الرئاسية التي صَنعها احمد حسين الشرع.. واعادتِ الرئيس الى زمنِ ابو محمد الجولاني.. ذاكَ الامير الذي يريدُ الحاكمُ أن يَنسى تاريخَه/ وما صَنعه الشرع في ثلاثةِ اشهر تَحلّل في ثلاثةِ أيام على الساحلِ السوري الغارقِ في دماءِ التصفياتِ على الهُوية/ حيثُ الاعداماتُ المَيدانية.. والشوارعُ مَلأى بجثثِ القتلى.. والفاعلون يتباهَون بمسحِ المدن وتحويلِها الى صحراء/ من ريفِ اللاذقية وريف طرطوس.. عائلاتٌ يَتِمُ قتلُها وأخرى احتَمت بقاعدةِ حميميم, وافتَرشتِ المناطقَ الحرجيةَ المحيطة بها هرباً من الملاحقةِ والتصفية/ ووثّق المرصَدُ السوري لحقوقِ الإنسان أن حصيلةَ الخسائرِ البشرية في أحداثِ الساحل السوري حتى مساءِ يومِ السبت بَلغت ألفًا وثمانيةَ عشَرَ شخصاً، من بينهم سبعُمِئَة وخمسةٌ وأربعون مدنياً جرت تصفيتُهم في مجازرَ طائفية/ وأَظهرت المشاهدُ المصوّرة جرائمَ حربٍ يرتكبُها مسلحون اعادوا امجادَ الماضي الدموية/ والضحايا: مدنيون علويون ومسيحيون على حدٍ سَواء/ حيث ارتُكبت مذبحةٌ في مدينة بانياس بقتلِ المسلحين الخوري غريغوريوس بشارة كاهنَ رعية كنيسة سيدة البشارة معَ افرادٍ من عائلتِه/ واصدر البطاركة ورؤساءُ الكنائس في سوريا بياناً مشتركاً دانوا فيه بشدة أيَ تعدٍّ يَمَسُّ السلمَ الأهلي، واستنكروا ورفضوا المجازرَ التي تستهدفُ المواطنينَ الأبرياء، واكدوا ضرورةَ وضعِ حدٍّ لهذه الأعمالِ المروعة التي تتنافى معَ كلِ القيمِ الإنسانية والأخلاقية// وبعدَ ارتفاعِ الصرخاتِ الدولية المندّدة بالمجازر ضِدَ المدنيين.. أعلنتِ الرئاسةُ السورية تشكيلَ لجنةِ تحقيقٍ في الأحداث التي وَقعت في الساحل/ وتتألف اللجنةُ من سبعةِ أشخاص، ومن مهامِها التحقيقُ في الانتهاكات التي تَعرّضَ لها المدنيون والمؤسسات ورجالُ الأمن والجيش، وتحديدُ المسؤولين عنها/ لكنّ اللجنةَ السباعية لم تُعلن توقيفَ ايٍ من الفاعلين/ فيما حَضر الرئيس الشرع فجراً الى مسجدِ الشافعي في المزة وفاجأ المصلين قائلاً لهم: أريدُكم أن تَطمئِنوا على هذا البلد، فما يَحصُل فيه هو تحدياتٌ متوقَّعة ليس فيها شيء، يجبُ أن نحافظَ على الوَحدة الوطنية، وقادرون إنْ شاء الله أن نعيشَ سَوياً في هذا البلد// صَوّر الشرع في كلمتِه الهادئة المشهدَ الدموي كحادثٍ فردي.. صَلّى الفجرَ واسترجعَ ذكرياتِه في مسجدٍ كان يَقصدُه قبلَ عشرينَ عاماً بوَجَلٍ وخوف/ فيما كانَ الخوفُ يطاردُ الآفِ العائلات في الساحل، وتستمرُ عملياتُ القتلِ والتنكيل على نحوٍ هَزَّ العالَم، ودَفعَ بدولٍ غربية الى المطالبةِ بتحقيقٍ وعقوبات/ وأولُ تعليقٍ اميركي وَصلَ عَبْرَ وزيرِ الخارجية ماركو روبيو، الذي دانَ افعالَ الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب الذين قَتلوا الناسَ غربَ سوريا في الأيامِ الأخيرة/ وقال روبيو: تَقِفُ الولاياتُ المتحدة إلى جانبِ الأقلياتِ الدينية والعِرقية في سوريا، بما في ذلك المجتمعاتُ المسيحيةُ والدُرزية والعلوية والأكراد، ويتعيّنُ على السلطاتِ الموقّتة في سوريا محاسبةُ مرتكِبي هذه المجازر/ وتسارعت ردودُ الفعل، من فرنسا والمانيا وبريطانيا المنددة بالمجازر/ فيما انعقدت دولُ الطوق في الاردن، وأكدت دعمَها للحكومة السورية، واتَفقت على تأسيسِ غرفةِ عمليات لمواجهةِ تنظيمِ داعش الإرهابي/ وبين دولٍ مندِدة واخرى داعمة للادارةِ السورية، فإنّ السيطرةَ على مدنِ الساحل السوري ووقْفَ عملياتِ التصفية تَبقى مسؤوليةَ الشرع نفسِه/ فهو الذي اعلن عن حصرِ السلاح بيدِ الدولة.. والمسلحون اليوم يَقتلون باسمِ الدولة/ وحدَها اسرائيل تقفُ غيرَ متفرّجة، وتستعدُّ لليوم التالي في سوريا/ واخطر تصريح في هذا الشأن كلام لرئيس لجنة الأمن القومي في الكنيست، قائلا: سوريا يجب أن تكون تابعة لنا تماما مثل الأردن بدون قدرات عسكرية و "لن نسمح بظهور قوة عسكرية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد/ ورأى أن دمشق يجب أن تكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة وسنضمن دخولها تحت سيطرتنا"، فهي فهي جسرنا للوصول إلى الفرات في المستقبل.