حكومةٌ من فوقِ الرُّكام, بينَ حربَيْن, خارجةٌ من القيودِ الحزبية على مَرِّ حكوماتِ لبنان/ أسماؤها من سُلالةِ الخبراءِ والنُّخَبِ والمختصينَ وأصحابِ المهنِ الحرة/ شَكَّلَها
نواف سلام بعد معاناةٍ قصيرةٍ مع المرض الحزبي.. وبأقلَّ من شهرٍ على التكليف كان التأليف قد أصبح واقِعاً لتبدأَ الحكومةُ أُولى جَلَساتِها الثلاثاءَ المقبل/ والصورةُ التَّذكارية لهذه الحكومة ستكتُبُ أنها خَرجت من رَحِمِ
التحدي، وأنها استعانت بشخصياتٍ لها تاريخُها الصاخب في ملاحقةِ العلوم والشَّهادات، وبعضُها يتسلمُ قيادةَ أرفعِ الشركاتِ العالمية/ وتَسيرُ هذه الشخصياتُ الوَزارية على أجندة التقدمِ والعملِ لازدهار بلدٍ هَجَرته الأحلامُ وعاش بين أسوأِ الأيام/ وحكومةُ الاصلاحِ والانقاذِ اليومَ تنطلقُ بتجانُسٍ بين طاقِمِها, وتحملُ في أربعةٍ وعشرين وزيراً كلَّ آمالِ اللبنانيين بوطنِ الدولةِ والمؤسسات/ وأعربَ رئيسُ الجمهورية جوزاف عون عن ارتياحهِ لتشكيلِ الحكومة الجديدة/ وقال: "توافقتُ مع الرئيس سلام على الاّ تضمَ الحكومةُ وزراءَ ينتمون إلى أحزابٍ سياسية، وسيكونونَ متجانسينَ ومتضامنين يعملون كفريقِ عملٍ متماسك// أمّا الرئيس سلام فاعتبر أنّ أيَّ تشكيلةٍ يَصعُبُ أن تُرضيَ الجميع ولكنَّ الحكومةَ ستعملُ على أن تكونَ متجانِسة والتنوّعَ لن يكونَ مصدراً لتعطيل عملِها ولن تكونَ مِساحةً للمصالحِ الضيقة/ وبعد صدورِ المراسيم واعلانِ التشكيلة، ادلى الوزراءُ بآراءٍ ومواقفَ رَفعوا فيها ايَّ انتماءٍ حزبي عن سِجلاتِهم واعلنوا الانتماءَ للاصلاح/ وبتعبيرٍ لوزير الثفافة
غسان سلامة فالعملُ ايضاً سيكون على إعادة بناءِ البُنى الفوقية وانتاجِ المعرفة ونشرِها، وانْ يعودَ
لبنان مطبعةَ واوركسترا المنطقة / فيما اكد وزيرُ المال
ياسين جابر أنه لن يكونَ هناك تعطيلٌ فيما خَصَّ توقيعَ وَزارةِ المال بل يجبُ التسهيلُ في سبيل الإصلاح. وقال إنه لا يمكنُ شطبُ الودائعِ وإنَّ الحلَّ يبدأُ من
مصرف لبنان.ومعَ تشكيلِ حكومةٍ طيبةِ السُّمعة .. فإنَّ لبنان سيكونُ قد وَضَع نفسَه على جدول اعمال طلبِ المَعُونة والانقاذ من الخارج للنهوض من تحتِ سابعِ ارض .وأُولى استحقاقاتِه ستكونُ أَمنيةً في الثامنَ عَشَرَ من الجاري معَ نهايةِ المُهلةِ الممددةِ اسرائيلياً لوقف اطلاقِ النار،بوجود الحزب في الحكومة / غير انَّ تأكيداتِ كلٍّ من الرئيسين عون وسلام تشيرُ بحزمٍ الى عدم تضمينِ الحكومة شخصياتٍ من الاحزاب