جَيّرت اسرائيل التغييرَ في سوريا الى مَلاعبِها فاحتلَّت اراضيَ عربيةً، وانتَهكت مِساحاتٍ تسيطرُ عليها الاممُ المتحدة في الجَولان، وضَربت جواً بعد الارض فدَمَّرت قُدُراتِ سوريا العسكرية/ وعلى توقيتٍ تتلمَّسُ فيه المعارضةُ دورَها في سوريا وتتشكلُ سياسياً وتعيِّنُ رئيساً لحكومةِ المرحلةِ، أرادت اسرائيل الدخولَ عاملاً مؤثِّراً على التغيير، فَنَزَعَت عن الحُكمِ الجديد قواهُ العسكريةَ، وأعلنتْ أنَّ جيشَها دمَّر ما بينَ سبعينَ وثمانينَ بالمئة من القُدُراتِ الاستراتيجيةِ لنظام بشار الأسد، وأنَّ ثلاثَمئةٍ وخمسينَ مقاتِلةً هاجمت مواقعَ من دمشق إلى طرطوس، فَأَتت على أنظمةِ الدفاعِ الجويّ ومستودعاتِ الأسلحة والأسطولِ البحري/ ومعَ هذه النتائجِ وما سيليها من اعتداءاتٍ فإنَّ دولةَ الجُولاني تَفتحُ حُكمَها منزوعةَ السلاحِ النظامي، وستَعتمدُ على أسلحتِها من خارجِ الثُّكُنات/ ولم تتحركْ ادارةُ الثورة لرفضِ هذه الانتهاكاتِ الاسرائيلية، ولاسيما تلك التي رابطت في الجَولان والقنيطرة ومرتفعاتِ جبل الشيخ وتجاوَزَت حدودَ الأندوف/ وإذْ رَفعتِ الاممُ المتحدة صوتَها اعتراضاً على انتهاك اسرائيل، فإنَّ جامعةَ الدول العربية لم تجدْ في الاحتلال خطورةً تَستدعي التحركَ العاجل، وظَلت على سياسة النأيِ بالنفس التي اصبحت "مقزِّزة" للنَّفْس/ ولم تَستندِ الجامعة الى بيانَين هامَّين صدرا عن السعودية والامارات يُدينانِ بشدة استيلاءَ اسرائيل على المنطقة العازلة في الجَولان/ وأَمام الجامعةِ أيضاً إعلانٌ صريح من بنيامين نتنياهو عن سياسته التوسعية تحت مُسمَّى الحفاظِ على امنِ اسرائيل، وانه سيكررُ افعالَه كلما سَنَحَت له الفرصةُ بذلك/ وإنجازاتُ نتنياهو هذه حقَّقَها خلال وقُبَيل مثولِه امام المحكمةِ للمرة الاولى في قضايا رشوةٍ واحتيالٍ وخيانةِ الأمانة/ سيكون الرئيسُ "الِّلصُّ" ماثِلاً في محاكمةٍ استثنائيةٍ ثلاثةَ ايامٍ أسبوعياً، وفي كلِّ جلسةٍ سيَخضعُ للاستجوابِ ستَّ ساعات/ اما في اوقاتِ الفراغ فيخوضُ حروباً وينتهكُ اتفاقيات ويحتلُّ أراض عربية ويُجري مناوراتٍ مع حماس لابرامِ صفقةٍ لم تستوِ منذ اربعة عشَرَ شهراً/ ولا تبدو الحكومةُ السورية الجديدة في واردِ نزاعٍ حاليًا مع اسرائيل/ فرئيسُها المؤقت محمد البشير اعطى الاولويةَ لتسلُّمِ "إضبارات" الحُكم من بقايا النظامِ السابق والذين تعاونوا على تسليم الادارة المهترئة. اما رموزُ النظام فتردَّدَ إعلامياً انَّ بعضَهم لجأَ الى فنادقَ في لبنان لكن وزيرَ الداخلية بسام مولوي اعلن انه لم يدخلْ ايُّ عنصرِ امنٍ في النظامِ السوري السابق الى لبنان/ وقال: سنضيفُ حاجزاً امنياً للجيش والأمن العام عند المصنع// هو حاجز.. لن يَضبِطَ ازمةً لبلدين.. بشعبٍ واحد.