اموس هوكستين في بيروت.. مرادفٌ لانطلاق مسارِ وقفِ اطلاق النار / غير انَّ نِقاطَه الثلاثَ عَشْرةَ تَخضع حالياً للتفتيش اللبناني بخطٍّ ساخنٍ مفتوح من عين التينة الى عوكر/./ فلقاءُ الساعتين بين الرئيس نبيه بري والموفدِ الاميركي بحضور الشهودِ من الطرفين انتهى الى اظهارِ الايجابيات واعلانِ هوكستين رسمياً انَّ أمامَنا فرصةً حقيقية لانهاء الصراع ونأمُلُ ان نصلَ الى حلٍّ في الايام المقبلة. وردَّ بري التحيةَ الايجابية بالمِثل قائلاً إنَّ الوضعَ جيدٌ مبدئياً وما تبقَّى لإنجازِه هو بعضُ التفاصيلِ قبل الانتقالِ إلى المرحلة التالية. اما عن الضماناتِ التي تطلُبُها اسرائيل فقال بري: " هي على عاتقِ الأميركيين"/./ والتفاصيلُ الواردة في كلام بري يبحثُها مستشارُه علي حمدان في مقر السّفارة الاميركية وذلك بالخط المفتوح مع رئيسِ المجلس هاتفياً وبعضِ القانونيينَ والدستوريين اللبنانيين وَفْقَ معلومات الجديد . وتشيرُ المعلوماتُ الى نُقطةٍ ملتبِسة توقَّف عندَها الجانبُ اللبناني منذ تسلُّمِه مقترحَ هوكستين وتتعلقُ ببند الاتفاق على ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل / وحِيالَه اعتَبر لبنان انَّ المقترحَ يعيدُنا الى ما قبلَ الخطِّ الازرق وترسيمٍ جديد للحدود المرسَّمة، ما يُعدُّ خطراً سيادياً واشكاليةً وُصِفت بانها " حمَّالةُ اوجُه " . وتؤكدُ مصادرُ المفاوضين اللبنانيين : اننا اجْرَينا تنازلاتٍ كبيرةً إلَّا على الارض وسيادتِها . ويَخشى لبنان من تدبيرٍ اسرائيلي يَستفيدُ به العدو من وهج مكاسبِه في الحرب لأجل تعديلِ الحدود المثبَّتة دولياً / وبالتالي يَستثمر بمِساحاتٍ وقرىً احتلتها اسرائيل مؤخراً لتأمين حدودِها ومستوطنيها في الشمال ورسمِ خطٍّ جديد حاجبٍ لاطلاق الصواريخ. لكنَّ التفاوضَ اللبناني قد يجدُ حلولاً لهذه النقطةِ الخلافية سواءً بتعديل المصطلحات او عبر طرحِ اقتطاعِ اراضٍ عازلة من المطلة الاسرائيلية نفسِها . واذ لا يزال هذا الامرُ خاضعاً للنقاش، فإنَّ اموس هوكستين سيكون ضيفَ لبنانَ الليلةَ قبل ان يغادرَ الاربعاء الى تل ابيب مصحوباً بسيلٍ من التفاؤلِ اللبناني الذي يبقى حَذِراً لأنَّ الشَّيطانَ يكمُنُ في اسرائيل / وقالت مصادرُ المفاوضين اللبنانيين : من عنّا تقريباً خالصة والاجواءُ ايجابيةٌ لأبعدِ الحدود ..حتى معَ بروزِ مشكلةِ الحدود.وتسجِّلُ المصادرُ ان هوكستين يأتي مدعوماً من الادارة الاميركية بجناحَيْها، وقد سهَّلَ له لبنان مهامَّه في اسرائيل وعبّدَ الطريقَ امام اعلانِ وقف اطلاق النار / وهذه النيرانُ تأخذ دورَها على خريطة الحل فتبلغُ اشتعالاً غيرَ مسبوقٍ جنوباً معَ استمرارِ اسرائيل في قضمِ القرى وتفجيرِ المِساحات ومحاولاتِ التقدم الى البياضة في الناقورة ونحو مرتفعات الخيام / اما بلدةُ مارون الراس الحدودية فقد شَهدت على سقوط رؤسٍ اسرائيلية عندما تم استهدافُ تجمعٍ لقوات العدو عند الأطراف الجنوبية للبلدة بصَلياتٍ صاروخية على دُفعتين / كما استُهدف تجمعٌ آخرُ في شماليِّ البلدة / وهناك أيضا أصابَ صاروخٌ موجهٌ منزلًا تحصَّنَ فيه جنودُ العدو وأوقعَهم بين قتيل وجريح . وبعد إعلان وسائلِ إعلامٍ عبرية إصابةَ احدَ عَشَر جنديًا على الجبهة الشمالية للعدو / تتالت اعلاناتُ سقوطِ قتلى وجرحى / كان أبرزَها استهدافُ مجموعةٍ من لواء غولاني كانت تقومُ بعمليةِ إمدادٍ لوجستية بطائرةٍ مسيرة / ما أدى إلى مقتلِ جنديٍّ وإصابة عددٍ آخرَ/ واعلن حزب الله كذلك ان المقاومة اعدت العدة لضمان قدرتها وجاهزيتها لتنفيذ عمليات في حيفا وما بعد بعد حيفا ولمدى ً زمني لا يتوقعه العدو/./ وهذا التفاوض الصاروخي .. الذي تتبعه اسرائيل بدورها في القصف واستهداف المدنيين قد ينتهي بزيارة الموفد الاميركي غدا الى تل ابيب اذا ما قرر بنامين نتياهو استخدام مناورة جديدة.