فشِلت اسرائيل في التقدُّم براً.. وفشلت معراب في التوغل سياسياً/ وما بين فشلَيْنِ تتحركُ الدباباتُ الدبلوماسية لفرض قرارٍ دولي لا يشبِهُ ال1701 ويتقرَّبُ من القرار 1559، لكنَّ المسارَ المقاوِم يكتسبُ اليومَ مشروعيةً اوسعَ معَ المخططِ الاسرائيلي باحتلال قرىً جنوبيةٍ ستُضاف الى مزارعِ شبعا وتلال كفرشوبا والجزءِ اللبناني من الغجر وصولا الى نِقاطٍ مختلَفٌ عليها في الترسيم البري/ واذا ما تقدَّم الاحتلال وفَرض منطقةً عازلة في شريطٍ امني على الحدود فإنه سيُعطي المقاومةَ غِطاءً دولياً لأنَّ مواثيقَ الاممِ تَمنح الشعوبَ حقَّ المقاومة بكلِّ الاشكال المُتاحة/ اما اسرائيل -وبكلِّ الاشكال المُستباحَة- فتضرِبُ وتَخرِق القوانينَ الدولية وترتكبُ جرائمَ حربٍ تحت ذريعةِ استهدافِ حزب/ وجرائمُها تنقلَّتِ اليومَ الى المعَيْصرة في كسروان حيث اغارت على مبنىً سكنيٍّ يضمُّ خمسين شخصاً، واستَكملت نيرانَها الى البترون، حيث استَهدفت بلدة ديربلا بعدما افتَتحت غاراتِها في برجا، وحاصرت قرىً في الجنوب بالقصف والتهديداتِ وانذاراتِ الإخلاء/ يَجري ذلك على وقْع ترتيباتٍ دولية اميركيةِ الصُّنع لصياغة ورقةِ تفاهماتِ وقف الحرب، والتي لم تتأكد واشنطن مما اذا كان بنيامين نتنياهو سيوافقُ عليها ام انه سيستكملُ عدوانَه من فوق الاوراق وتحتِها/ وتَطلبُ هذه التفاهماتُ نزعَ سلاحِ الحزب وتطبيقَ القرار 1559 واعادةَ فرضِ هيبةِ السلطاتِ الرسمية على كامل الاراضي اللبنانية/ لكن كيف للدولة ان تفرِضَ هيبتَها على اراضٍ متقطعة ومحتلة.. وهل ستكون هناك سلطةٌ خارجةٌ عن قرار الدولة وتحت اشرافِ اسرائيل؟ واذ سرى هذا المخططُ فمَنْ سيكونُ زعيمَ المرحلة وقائدَ فيلقِ الجنوب على غِرار "الملعونَيْن" سعد حداد وانطوان لحد؟ لكلِّ مرحلةٍ قياديُّوها.. وايضاً مقاومُوها/ والتاريخُ لا يَنسى سهى فواز بشارة التي قالت لا بالرصاص عن كل الجنوب ومعتقلي الخيام/ اما رجالُ المرحلةِ السياسية وعلى مستوىً أشْمَلَ فقد سقطَ سمير جعجع اليومَ في تأمينِ الحشدِ والغِطاء لزعامتِه على اليوم التالي/ كان المؤتمرُ الذي حمل شعار انقاذ لبنان يَصرُخُ لإنقاذ سمير جعجع/ حيث ان المنتدى الذي اراده جامعاً تحوَّل الى اجتماعٍ موسع لكتلةِ الجُمهورية القوية زائد ثلاثة/ وادَّعى فيه النائب اشرف ريفي انه يمثلُ سُنَّةَ طرابلس/ واكتفت قوىً وازِنةٌ كالكتائب والنائب ميشال معوض بتمثيلٍ رمزي/ وجعجع الذي وقف دقيقةَ صمتٍ عن ارواح ضحايا الحرب.. انما وقف بعدَها دقائقَ صمتٍ طويلةً عن روح هذا المؤتمرِ الذي طالب فيه/
وبغياب ايةِ مبادراتٍ دوليةٍ جِدية، بالذهاب الى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة .. يطبِّقُ الدستور ويحترمُ القوانين /رئيسٍ ذي صُدقية، يتعهّد مسبَّقاً بشكلٍ واضح وجَلّي بتطبيق القراراتِ الدولية وخصوصاً القرارات 1559، 1680 و1701 وَفقاً لجميع مندرجاتِها، ويتعهّد بشكلٍ واضحٍ وصريح بأنّ القرارَ الاستراتيجي لن يكونَ إلا للدولة وللدولة وحْدَها فقط، .
الردُّ الصاروخي بالمسيّرات الباسيلية سدَّدها رئيسُ التيار الوطني نحو معراب/ وقال جبران باسيل : سنظل نرفعُ الصوتَ لفضحِ تآمرِ الذين يَنتظرون على رصيف التاريخ وما رح نسمحلهن بجرّ لبنان والمسيحين لاوهامٍ جديدة ومغامراتِ مُكلِفة وخاسرة.
ويلّي عم بيراهنوا على الاحتلال من جديد نقول لهم إنَّ التاريخ لن يعودَ الى الوراء ..واذا عادوا فتذكروا كم كانت النهاية مؤلمة وخاسرة