يخوض لبنان جهادا امميا حتى الثلاثين من الجاري، موعد اجتماع مجلس الأمن المرفوع على التمديد لقوات حفظ السلام في الجنوب/./ فالقبعات الزرق وبدفع دولي تسعى الى التحرر من قبضة العسكر اللبناني كما في التعديل الذي ثبت العام الماضي/ حيث أفلت من لبنان على حين غفوة دبلوماسية تعديلا أطلق عجلات اليونيفل من دون التنسيق مع السلطات الأمنية/./ واليوم، يراد من الجلسة تكرار هذه الصلاحيات وترك الحرية للطوارىء وإبقاؤها خارج قرار الثكنات, لكن هذا التعديل لن يكون في مصلحة قوات حفظ السلام نفسها التي إذا ما نسقت مع الجيش ستضمن عدم انزلاقها إلى مناطق مأهولة تجنبا لتكرار حادثة العاقبية/./ أما الإصرار الدولي على "حركة" بلا بركة الجيش فإن هذا المسعى قد يتسبب بحروب صغيرة وبصدام ليس مع الأهالي فحسب بل مع المقاومة.. المتوارية نظريا.. الظاهرة خلف شجر وحجر/ ومن هنا فإن لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الليلة أبعادا تطال هذا العمق/ إذ يطل على مناسبة التحرير الثاني، لكن أمامه مهمات حيال عملية التحرير الدولي من التنسيق مع الجيش اللبناني//
وفي المعطيات الواردة من نيويورك، أن القوى المحركة دوليا إضافة إلى لبنان نفسه يضعون السقوف العالية التي يتم التفاوض من تحتها، بدءا من التلويح بالفصل السابع وتزويد اليونفل بصلاحيات عسكرية مرورا بمطالبات بسحب هذه القوات من لبنان وصولا الى الحل الأخير بإبقاء الوضع على ما هو عليه، لأن لا مصلحة لأي جهة بانسحاب اليونيفل على زمن كاريش وقانا وتأمين الحماية الدولية لثروة البحر سواء للبنان أو لإسرائيل// لكن ما يعني لبنان عمليا هو رفض وضعه على تماس مع قوات الطوارىء أو استدراجها لنزاعات أهلية ومواجهات تؤسس لحروب ودخوله في متاهات الحسابات الدولية ومخاوف ما بعد التعديل/ وهذا الخط الذي من المفترض أن يحكم كلمة الأمين العام لحزب الله/ فمن يطالب برئيس يحمي ظهر المقاومة سيكون في وضعية الحماية ميدانيا وفي أكثر النقاط حساسية من جنوب الى شمال النهر// وبخلاف ذلك, فإن الفصل السابع هو من سابع المستحيلات التي قد يتم الاستعانة بها لأنها تنطوي على قرار استخدام القوة// وفي المستحيلات المالية محليا, التهمت لجنة المال والموازنة طبق الفايرز اند مارسال وجندته في صفوفها تحت بند الإبراء المستحيل، وبدأت بجلده وابداء رأيها بأرقامه وصفحاته واتهاماته/ وغفلت عن أن اللجنة نفسها كان من واجبها أن تبقى العين الرقابية النيابية الساهرة على المال والموازنة وأن ما دفعناه لشركة تدقيق عالمية كان على اللجنة عينها التدقيق به وبحسابات المال العام// لكن الأعضاء "أدلوا بدلوهم" وقد "قلنا ما قلناه" وخرجوا من الجلسة غير واثقين من أن في لبنان سلطة قضائية ستحاسب// وعيون الرقابة تنسحب على الفرع الوزاري حيث ملف الكهرباء يتعلعل من أسبوع الى أخر/ وقلب وزير الطاقة وليد فياض يبحر كل يوم صوب باخرة النفط الراسية من دون اعتماد مالي/ الغرامات تزداد يوميا، وفياض المؤتمن على شحنتها حصريا خرج من اللجنة الوزارية ناقما على وزارة المال ومصرف لبنان واتهمهما بعدم الشفافية من دون أن يصارح الرأي العام عن شفافية استيراد باخرة فيول لا حاجة لنا بها في ظل توافر الفيول العراقي/./ فهذه الباخرة وصلت بلا رقابة ومن دون طلب رسمي والخزينة غير ملزمة بالدفع لتمرير صفقات التيار اما كيف تنتهي هذه الازمة فهذا شأن التيار ووزيره المفوض.