مقدمة النشرة المسائية 26-08-2023

2023-08-26 | 13:11
مقدمة النشرة المسائية 26-08-2023

مقدمة النشرة المسائية 26-08-2023

ودعته مكاتب  السفير في بيروت فبكت عين الشمس وجبالها وعانقته  شمسطار .
وري جسد  طلال سلمان في  الأرض التي أحب/ فطواه ترابها/ وكتب على شاهدها ..  هنا يرقد طلال سلمان/ رجل تخرج من رحم الحبر وعلم بالقلم /./ أنهكته الانكسارات من المحيط إلى الخليج/ فتوارى خلف أحزانه/ ورحل وهو يحمل فلسطين الحزن الأكبر/./ على الطريق إلى شمسطار/ نظر من موته على لبنانه/ الحلم الذي لم يتحقق/ وغادرنا بملحق أخير من السفير حمل عنوان : وداع صحافة الوطن/./ 
أعدت  القرى نفسها لاستقباله/ وعند أول مسقط الرأس/ تقدمت الخيالة الموكب على وقع الموسيقى وأيقاع زغاريد النسوة الممزوج بالورد المنثور على الجثمان/./ إلى المأتم المهيب/ حضر من تبقى من رفاق القلم ورعيله/ ومن تتلمذ على ألف باء الصحافة/ وفي حضرة الغياب/ كان كلام من مستوى الخسارة/./ لا يليق الوداع بمن يحمل قامة طلال سلمان/ فهو الحاضر دوما وإن غاب/ وهو وللمرة الأولى الغائب الأول بين الحضور.
وحده من كان يليق به كتابات الرثاء وتخطيط مراسم الرحيل /./ هو الرجل الذي كان يحلى الموت بين كلماته وتنبض الحياة  على حرفه /./ وحده السفير الذي  جمع العالم العربي المشرذم وأعاد رسم خرائطه بين صفحتي جريدة/ إلى أن فاض قلبه على أرض الخسارات/ وأصدر الطبعة الأخيرة/ واستراح/./  لم يلحظ عهد توزيع الأوسمة قامة طلال سلمان/ لأن من مثلهم لا ينظرون إلى فوق/ ولأن عميد الصحافة المكتوبة / لم يكن بحاجة إلى وسام يرفعه إلى أبعد ما وصل إليه/ فهو نال الوسام الأكبر برتبة المعلم/ ورفع لبنان إلى مرتبة الحرف/ ولفه بوشاح الكلمة/./ وما كان يقبل طلال سلمان بحداد لثلاثة أيام/ وهو عايش أطول حداد عرفه تاريخ البلاد/ مذ نكستم رأسها بالحروب/ ومذ أنهكتموها بالأزمات وأوصلتموها إلى الانهيار/ودفعتم به إلى إطلاق رصاصة الرحمة على جريدته/./ خذله الوطن/ فمضى طلال سلمان إلى مقام الصوت الأعلى/ وتركنا نصرخ في برية الفراغ والشغور وانهيار المؤسسات/ والبحث بين أطلال الدولة عن شخص يملأ الفراغ بالاسم المناسب/ 
وفي وداع جمهورية طلال في شمسطار كانت كلمة العائلة فرثاه نجله أحمد وكتب عن خضراء حياة الفتى النحيل الأسمر، الذي لم يشتك يوما من هول الصعاب على امتداد خمس وثمانين سنة. 
خضراء  طريقه أزهرت على الدروب التي سلكها كلها، متمسكا بالحب، حب الناس، ومعهم ولأجلهم، مضى في طريق مكافحة الفقر والظلم، والنضال في سبيل الحق.
 وكما أقفل السفير مقهورا على انهيارنا ، تركنا طلال سلمان  نطارد استيراد حطب للأزمة/ على شكل حلول تأتي من الخارج/ وتنتظر مندوبا ساميا/ يتلو علينا وصايا الحوار/ أو اتفاق عملاقين على سجادة حمراء/بدأت تنسج خيوطها بدبلوماسية مرنة/ وتتبادل سجناء/ وتفرج عن أموال محتجزة/./ ولأن طلال سلمان يعرفكم عن بكرة مواقعكم/ آثر الرحيل/ ومشى في يومه الوطن/./
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق