ودعا الى تضامن الشعب كله مع رئيس الجمهورية في مهمة الإنقاذ بعد المخاض الذي مرّ به لبنان. وقال ان تكليف الرئيس نواف سلام في هذا الظرف، يذكّر بالشعار الذي اطلقه الرئيس صاب بك سلام: لبنان واحد لا لبنانان، آملاً ان يتم تطبيق هذا الشعار في الوقت الراهن. ورأى انه إذا كان هناك من أحد من المفروض ان يقوم بتضحيات ويسرِّع تشكيل الحكومة، فهو الثنائي الشيعي، إذ ان مصلحته هي في الدولة التي هي الخلاص له.
وكان الرئيس عون استقبل الرئيس الجميل في قصر بعبدا، عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم وعرض معه التطورات على الساحة اللبنانية، والسبل الكفيلة بالعمل على اطلاق ورشة إعادة النهوض بلبنان من خلال تعاضد الجميع.
وبعد اللقاء، ادلى الجميل بالتصريح التالي: "من الواجب، بعد الإنتخاب، ان نأتي لتهنئة فخامة الرئيس على إنتخابه. ونحن كنا ننتظر انتخاب رئيس للجمهورية منذ زمن إضافة الى إنتظارنا لشخصه. وأبعد من التهنئة، اتينا لنؤكد لفخامته المحبة الخالصة والتقدير والثقة بأنه سيكون على قدر المسؤولية، وله الدور الأساسي في إنقاذ البلد وانتشاله من هذا المستنقع الغارق فيه، ونعتبر إنتخابه خلاصا لبلدنا. وهذه مناسبة ليتضامن الشعب اللبناني كله مع فخامته في مهمة الإنقاذ بعد المخاض الذي مر به لبنان. وما يهمنا، هو الاطار الذي يمثله خطاب القسم الذي لاقى تجاوبا من كل الفئات، ونأمل ان يكون محور البيان الوزاري، لأنه حدَّد خطة طريق ومبادئ عامة ينتظرها الشعب اللبناني وهو متضامن معها لأنها تؤمّن الخلاص."
أضاف: "لقد تمَّ تكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل الحكومة، وهذا التكليف يذكِّرنا بصائب بك سلام الذي كان رئيسا للحكومة في ظروف صعبة ومماثلة لتلك التي نعيشها اليوم، فأطلق شعار: لبنان واحد لا لبنانان. ونحن نتمنى ان يكون هذا هو أيضا شعار نواف بك. وهذا مطلب الشعب اللبناني ليتأكد مسار الدولة في تحقيق مبدأ ان لبنان واحد هو لا لبنانان، لا سيما في هذه المرحلة بالذات. فنحن لا نريد لبناننا ولا لبنانكم ولا لبنانهم، بل لبنان واحد يكون للجميع. هذا هو الهدف الذي علينا ان نعمل له جميعا. أقول هذا وكلي ثقة، لأنني أعرف انَّ هذا هو المطلوب اليوم، ولسوء الحظ قد يكون للبعض مشاريع أخرى. نحن يهمنا الآن لبنان واحد لا لبنانان، ولنعترف كلنا انَّ لبنان للجميع وليس لفئة ضد اخرى. لبنان واحد بالشراكة والتساوي، إنطلاقا من مبدأ السيادة والديموقراطية والحرية. هذا المطلوب اليوم. ونعرف، بالنظر الى الظروف التي مررنا بها، ان هذا الكلام ليس عابرا بل هو كلام أساسي، فلنعد الى شعار "لبنان واحد لا لبنانان"، ولنتنازل عن لبناننا ولبنانكم ولبنانهم...، وغيرها من الشعارات."
وقال: "إن الظروف التي نمرّ بها تذكّرني قليلا بأيام عهدي حيث كان هناك تحد وصعوبات بين المواقف الأساسية ومعتقداتنا الأساسية التي كنّا متمسكين بها لخلاص البلد من جهة، والأفكار الأخرى المعاكسة من جهة أخرى. وخلال ولايتي كان من المفروض على الرئيس المحافظة على البلد، واحيانا ان يعترف ان هنالك أمورا واقعية على الأرض، عليه ان يأخذها بالاعتبار بمعزل عن قناعاته الأساسية. المهم ان تبقى هناك بوصلة هي مصلحة البلد. نحن اليوم في ظروف مماثلة تقريبا حيث ان هناك تأكيدا على مصلحة البلد وثوابت معينة وعلى مفهوم السيادة والديموقراطية. وهذا ما علينا التمسك به فنحاول بكافة الطرق، أيا كانت الصعوبات، ان نبقي على هذه البوصلة لنتمكن من إنقاذ البلد. وعلينا الاخذ بالاعتبار انه لا يجب ان تتناقض الواقعية مع المبادئ الأساسية التي نؤمن بها."
وتابع: "علينا أخيرا ان نعرف أهمية الدعم الدولي للبنان الذي قلّ نظيره على الساحة اللبنانية. هذا الدعم شرقا وغربا، يجب ان يكون حافزا لنا فلا نفرّط به ونستفيد منه، فلبنان بحاجة اليه بعد هذه الجلجلة التي مرّ بها، وكل ما رافقها من خراب ودمار. نحن بحاجة للدعم الدولي أكان سياسيا او إنمائيا لكي ننقذ لبنان، وعلينا الا نفرّط به بل على العكس، التجاوب معه لنتمكن من تحقيق هدفنا بالانقاذ. وبعض ما يطالب به هذا الدعم هو مطلبنا، مثل الإصلاحات التي علينا الإسراع بها لإنماء البلد ومواجهة المخاطر التي نعيشها. ونحن اليوم نعوِّل على هذا الدعم الدولي لا سيَّما في الجنوب الذي يعاني من أصعب الظروف وهو تقريباً مدمر، ونعرف مدى عذاب شعبه، وهذا يدمي قلبنا. نحن بحاجة لإنقاذ الجنوب بأسرع وقت من خلال التأكيد على وقف إطلاق النار، ومن ثم العمل على إنمائه ليستعيد إخوتنا في الجنوب الحد الأدنى من الكرامة عبر الإقامة الكريمة في قراهم وبيوتهم. كما أنَّنا بأمَّس الحاجة الى المجتمع الدولي لكي يساعدنا في تحقيق هذا الهدف فنخفف من اوجاع اخوتنا ما يقتضي منَّا تفاهما وطنيا من كافة النواحي. نحن نعرف ان هناك إشكالات في بعض التفسيرات، ولكن علينا تجاوزها مؤكدين، فوق أي إعتبار، على سيادة البلد ومصلحة لبنان، فنكون حقَّقنا مصالحنا في الجنوب وطبَّقنا القرارات الدولية وقرار وقف إطلاق النار بشكل واضح وصريح، وتكون تبعاته على كافة الأراضي اللبنانية لأن هذا هو خلاص لبنان. ويمكن ان يمرّ الخلاص والإنقاذ وعودة الأمور في لبنان الى طبيعتها عبر بوابة الجنوب، ولكي تمرّ عبر هذه البوابة ،علينا ان نتفهم ما هي الضرورات الواجب القيام بها لتسريع معالجة موضوع الجنوب."
وختم بالقول: "هذه هي سريعا الأمور التي كانت موضوع زيارتنا لفخامة الرئيس للتهنئة والتمني بالنجاح. ولقد حاولنا ان نستعرض بسرعة هذه النقاط. ولن نتكلم بالموضوع الحكومي فالرئيس نواف سلام يقوم بواجباته وهو يسعى بكل ضمير حي ومسؤولية وطنية الى الوصول الحل يرضي الجميع، فيكون شعار الحكومة ما اطلقه صائب بك: "لبنان واحد لا لبنانان"، ونلتقي جميعنا حول مبادئ السيادة والديموقراطية في لبنان."
كما التقى الرئيس عون النائبة السابقة بهية الحريري، التي هنأته بانتخابه رئيساً للجمهورية، ونقلت اليه تهاني الرئيس سعد الحريري وتمنياته له بالتوفيق والنجاح في مهامه، في ظل هذا الظرف الدقيق الذي يمرّ به لبنان.
وأشارت الى ان الحريري أشاد بخطاب القسم، ورأى فيه خارطة طريق حقيقية للنهوض بلبنان واخراجه من المشاكل التي تعصف به منذ سنوات، وانه لا بد من تكاتف اللبنانيين لمساندة الرئيس عون على تحقيق البنود الواردة فيه.
وجرى خلال اللقاء، عرض الأوضاع العامة في البلاد وحاجات منطقة صيدا.
من جهة أخرى، اجرى الرئيس عون اتصالاً هاتفياً بالبروفسور عصمت غانم العائد الى لبنان بعد تعيينه أول رئيس غير فرنسي للجمعية الفرنسية لجراحة العظام عند الأطفال.
وراى رئيس الجمهورية ان ما حققه البروفسور غانم، هو انجاز لجميع اللبنانيين، ودليل على ان الرهان على نجاح اللبنانيين رغم كل الصعوبات والتحديات، هو رهان صائب ويجب ان يحفّزنا جميعاً على التعاضد للنهوض بالبلد. وتمنى الرئيس عون للبروفسور غانم النجاح في مسؤولياته الجديدة، وان يستمر بثبات على النهج الذي اختاره.