وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال تقييم للوضع بشأن لبنان، إن «أي مفاوضات سنجريها ستتمّ تحت النار فقط»، لافتاً إلى أن «الدمج بين إضعاف الحزب وإبعاده سيتيح عودة سكان الشمال»، مشدداً على أن «عودة سكان الشمال يعني دفع حزب الله للتراجع عن خط الحدود».
ورأى غالانت أن «حزب الله»، «يمر بظروف صعبة للغاية»، مضيفاً أنه «تم القضاء على عدد كبير من مقاتلي الحزب». وقال: «نجاح إسرائيل كان هائلاً؛ من اغتيال نصر الله إلى تدمير شبكات الاتصال والاستخبارات، كما أن وحدة الرضوان بالحزب لم تعد قادرة على إدارة المعارك»، مضيفاً: «نجحنا في إحباط المنظومة الصاروخية التابعة للحزب». وعدّ «أسر عناصر حزب الله يدل على نجاح الجيش وأزمة حزب الله».
وقال الجيش الإسرائيلي إن عدد الأسرى من مقاتلي «حزب الله» لديه ارتفع إلى 4، بعد إعلانه مساء الثلاثاء، أسر ثلاثة مقاتلين في جنوب لبنان، لم يذكر هوياتهم وموقع القبض عليهم تحديداً، بعد ساعات على نشر مقطع فيديو يظهر تحقيقاً قال إنه مع مقاتل في الحزب يُدعى وضاح يونس، كان قد أعلن قبل أيام القبض عليه.
مسح قرية عن الخريطة
ويمضي الجيش الإسرائيلي في خطة التوغل داخل الأراضي اللبنانية. وفيما أفادت وسائل إعلام محلية عن اشتباكات عنيفة على أكثر من محور، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر تدميراً كاملاً لقرية محيبيب اللبنانية المحاذية لبلدة ميس الجبل، فيما نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية فيديو مشابهاً لتدمير حي في بلدة قالت إنه في ميس الجبل. وقالت إن «الكتيبة 5280 أعلنت تفخيخ وتدمير في ميس الجبل».
ومحيبيب، هي قرية صغيرة، كانت في السابق مزرعة، يسكنها نحو 400 شخص من عائلة واحدة، ويوجد فيها مَعلم ديني، وتقع على تلة مرتفعة. وقالت مصادر في الجنوب على اطلاع بمجريات المعركة، إن السيطرة على مرتفع محيبيب، هي جزء من معركة أوسع للسيطرة على المرتفعات في المنطقة الحدودية ومنع مقاتلي «حزب الله» من الإطلالة على المنخفضات في المستعمرات المواجهة. وقالت المصادر إن القوات الإسرائيلية «تقاتل للسيطرة على تلة العويضة في العديسة، كونها أعلى المرتفعات في المنطقة، لكنها فشلت حتى الآن».
مواجهات وصواريخ
وأفادت وسائل إعلام محلية بتصاعد وتيرة المواجهات على محاور «الطيبة - رب ثلاثين - مركبا - حولا»، حيث تدوّي أصوات الانفجارات العنيفة، حيث تصاعدت سحب الدخان من المنطقة. أما «حزب الله» فأعلن عن اشتباكات عنيفة في بلدة القوزح، «حيث تصدت مجموعات المقاومة لقوة متسللة للعدو الإسرائيلي وأوقعتها في مكمن، مما أدى لسقوط عدد مؤكد من القتلى في صفوف العدو». وأُفيد بوقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية على محور عيتا الشعب بالتزامن مع اشتباكات القوزح.
وأعلن «حزب الله» قصف مرابض مدفعية في ديشون ودلتون، واستهداف دبابة «ميركافا» في محيط بلدة راميا، إضافة إلى استهداف تجمعات عسكرية إسرائيلية على تل القبع في مركبا ومسكاف عام بقذائف المدفعية. كما أعلن إطلاق رشقات صاروخية باتجاه صفد، ومستعمرة «كرمئيل».
جاءت تلك الإعلانات بعد ساعات على إعلانه عن إدخال نوعين من الصواريخ الدقيقة إلى المعركة، هما صاروخ «نصر 1» الذي يبلغ مداه نحو 100 كيلومتر، ويحمل رأساً متفجراً زنة 100 كيلوغرام، وصاروخ «قادر 2»، الذي يبلغ مداه 250 كيلومتراً، ويحمل رأساً متفجراً زنة 405 كيلوغرامات. وقال إن الصاروخين من تصنيع «حزب الله» ودخلا المعركة يوم الاثنين الماضي.
مجزرة في النبطية
وتمضي إسرائيل، في المقابل، في دفع السكان إلى إخلاء جنوب لبنان بالكامل، عبر استهدافات تطول المدنيين، وقصف جوي متواصل أدى إلى مقتل 2367 شخصاً وإصابة 11088 منذ بدء الحرب في العام الماضي، حسبما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.
وقالت السلطات اللبنانية إن إسرائيل ارتكبت مجازر على الأراضي اللبنانية، إحداها في النبطية حيث نفّذت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على المدينة استهدفت إحداها مبنيين تابعين لبلدية النبطية واتحاد بلديات محافظة النبطية، مما تسبّب بمقتل ستة أشخاص، بينهم رئيس البلدية أحمد كحيل. وقالت محافظة النبطية هويدا الترك: «طالت 11 غارة إسرائيلية بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكّلةً ما يشبه حزاماً نارياً»، مشيرةً إلى مقتل رئيس بلدية المدينة مع عدد من فريق عمله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ «سلسلة غارات استهدفت عشرات الأهداف الإرهابية لحزب الله في منطقة النبطية» تشمل «بنى تحتية ومراكز قيادة لحزب الله ومخازن أسلحة واقعة بالقرب من بنى تحتية مدنية». وأضاف أن قواته البحرية ضربت عشرات الأهداف الأخرى «بالتنسيق مع القوات البرية».
وندّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالغارات الإسرائيلية التي قال إنها استهدفت عن «قصد» اجتماعاً للمجلس البلدي في المدينة. من جهتها، دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت إلى «حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة».
استهداف مشيعين في قانا
وغداة مجزرة في بلدة قانا الواقعة شرق مدينة صور، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأُصيب 54 بجروح في غارات إسرائيلية، الثلاثاء، استهدفت مشيعين لضحايا في البلدة. وبعد ساعات طويلة على الغارات المتتالية على البلدة، كانت سيارات الإسعاف لا تزال تنقل القتلى والجرحى، الأربعاء، من بين أكوام من ركام مبانٍ سُوِّيت بالأرض في البلدة الواقعة في قضاء صور. وبينما تصاعدت سحب دخان طفيفة، انكبّ رجال الإنقاذ على رفع أكوام الأنقاض الكبيرة التي ظهرت من بينها صور عائلات وأحذية أطفال. وعلى مقربة، جرافة وحيدة ترفع الحطام. ومن موقع الغارات، قال محمد إبراهيم، من جمعية الرسالة للإسعاف، إن «أكثر من 15 مبنى دُمّر بالكامل، لقد لحق دمار شامل بحي بأكمله في بلدة قانا»، مضيفاً أن المسعفين رفعوا جثمانين وأشلاء من المكان.