وفي السياق قال مصدر ديبلوماسي في بيروت لصحيفة "الأنباء" الكويتية: "التوترات بين إسرائيل وحزب الله ليست جديدة. لكن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيدا ملحوظا في لهجة الجيش الإسرائيلي وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتزايدة حول استعدادهم لمواجهة عسكرية مع حزب الله، ما يعكس المخاوف من التطورات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، خصوصا في ظل دعم حزب الله للمقاومة في غزة وتزايد قوته العسكرية."
واضاف المصدر: "قد يكون الخطاب الإسرائيلي بمثابة جزء من حرب نفسية تهدف إلى ردع حزب الله عن اتخاذ أي خطوات تصعيدية على الحدود. ومع ذلك، فإن احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية حقيقية لاتزال واردة، بسبب كثافة هذه التصريحات المترافقة مع توسيع دائرة الضربات الإسرائيلية، والتي قد تخرج الأمور عن السيطرة إذا لم يتم استيعابها بسرعة".
وتابع المصدر : "يلعب أموس هوكشتاين دورا محوريا في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، خصوصا ما يتعلق بالملفات الأمنية والإقليمية. وتعكس زيارته إلى إسرائيل في هذا التوقيت اهتمام الإدارة الأميركية بمنع تفاقم الوضع بين إسرائيل ولبنان، وهذا ما قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي أوسع يمتد ليشمل أطرافا أخرى في المنطقة. وتدرك الولايات المتحدة أن أي حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله ستكون كارثية، ليس فقط على الصعيدين الإنساني والعسكري، ولكن أيضا على الاستقرار الإقليمي. لذا تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الأميركية لاحتواء التوتر والعمل على منع التصعيد من خلال الوساطة".
وأوضح المصدر: "ينبع القلق الأميركي من خطورة الوضع الراهن، اذ يملك حزب الله ترسانة عسكرية كبيرة تشمل صواريخ دقيقة بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف حيوية داخل إسرائيل. وأي تصعيد في الخطاب العسكري قد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة النطاق، لن تكون مقتصرة فقط على الحدود، بل قد تشمل تدخلات من أطراف إقليمية أخرى. ويفترض، بحسب الأميركيين، ان تكون إسرائيل تعي جيدا أن الدخول في حرب مع حزب الله لن يكون نزهة، بل سيكون مواجهة مكلفة وطويلة. من هنا، يمكن تفسير اللهجة المتصاعدة من قبل الجيش الإسرائيلي على أنها محاولة لإرسال رسائل تحذيرية إلى حزب الله، وأيضا لاستعراض القوة أمام الداخل الإسرائيلي".
وأشار المصدر إلى ان "التوترات بين إسرائيل وحزب الله لا يمكن النظر إليها بشكل معزول عن الصراعات الأخرى في المنطقة. وأي تصعيد على الجبهة اللبنانية قد يؤدي إلى انفجار أكبر في المنطقة، ما يثير قلق واشنطن، خصوصا في ظل تعقيد الأوضاع على الساحة الدولية وعدم استقرار التحالفات الإقليمية. لذا تحاول الولايات المتحدة قدر الإمكان لمنع اندلاع أي نزاع في الوقت الراهن، خصوصا في ظل تركيز إدارة (الرئيس جو) بايدن على ملفات أخرى مثل الحرب في أوكرانيا، والوضع الاقتصادي العالمي، والتوترات مع الصين، وقبل كل هذه الملفات الانتخابات الرئاسية الأميركية".
ولفت "إلى ان زيارة هوكشتاين تأتي في توقيت حساس جدا، حيث تتزامن مع التوترات العسكرية والتحديات السياسية في لبنان وإسرائيل. فلبنان يعاني أزمة اقتصادية وسياسية خانقة. بينما تواجه إسرائيل تحديات شعبية من قبل المعارضة في الداخل، وهذا يجعل الوضع هشا للغاية، وبالتالي فإن أي خطأ في التقدير قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه".
كما أكد المصدر "ان زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل، والتي على الأرجح سينتقل منها إلى لبنان، تعكس القلق المتزايد في واشنطن من احتمالية نشوب حرب مع حزب الله. ويأمل الأميركيون ان تكون التوترات المتصاعدة والخطاب العسكري الإسرائيلي جزءا من سياسة الردع. لكن في الوقت عينه تعكس هذه التحركات مخاوف حقيقية من تصعيد غير محكوم، وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الزيارة، إلى تهدئة الأوضاع ومنع تفاقم التوترات".