إلّا أنّ المصدر عينه، وعلى الرغم هذه المخاوف الغربية، لا يرجح احتمالات توسيع الحرب، ويردّ ذلك الى عاملين اساسيين يقلّلان من فرص الحرب، يتجلّى الاول في أنّ مستوى التحذيرات لدى مستويات عسكرية وسياسية في اسرائيل من الحرب على لبنان أعلى من الدعوات المقابلة إلى شنّ الحرب، ناهيك عمّا يُعلن في اسرائيل عن وضع منهك للجيش الاسرائيلي جراء مأزق الحرب في غزة، الذي زاد تفاقماً مع تمدّده إلى الضفة الغربية، اضافة الى أنّ التهديدات الاسرائيلية ورغم وتيرتها المتصاعدة، ما زالت تحمل في طياتها نافذة نحو الحل السياسي".
واما العامل الثاني، فيتجلّى في الكابح الأميركي للحرب الواسعة وتمدّدها إلى جبهة جنوب لبنان.
وكشف المصدر الديبلوماسي انّ خط التواصل لم ينقطع بين مستويات لبنانية مختلفة وبين الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين. وذكّر بأنّ "الاميركيين مارسوا ضغوطاً كبرى لإبقاء الوضع محصوراً في نطاق «تصعيد مضبوط» حتى تبلوُر الحل السياسي بعد انتهاء حرب غزة".
وكشف انّ الإشارات الأميركية تتوالى وتؤكّد عزم واشنطن على تخفيض سقف الاحتمالات الحربية الواسعة، ولعلّ أبلغ اشارة، ورداً على لسان المسؤول الاميركي الكبير، الذي حذّر من عواقب الحرب الاسرائيلية على لبنان، التي اذا ما اندلعت لن تبقى بيوت يعودون اليها، هي رسالة إلى كل الاطراف، وواشنطن أبلغت ذلك بوضوح الى المستويات السياسية والعسكرية في اسرائيل.