"ساهم تراجع منسوب القلق من احتمال شن إسرائيل حرباً واسعة على لبنان، باستئناف شركات طيران أجنبية حركتها في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، وهو ما يراه مسؤولون لبنانيون بأنه "تأقلم مع التهديدات" التي بدأت قبل 3 أسابيع، على خلفية اغتيال مسؤول عسكري بارز في "حزب الله" بالضاحية الجنوبية لبيروت".
وقالت مصادر لبنانية مواكبة لنشاط المطار، إنه بعد 3 أسابيع على التوتر "بدا أن هناك تأقلماً مع التهديدات المتبادلة"، في إشارة إلى حركة المسافرين من المطار وإليه، والقرارات التي اتخذتها بعض الشركات لاستئناف الرحلات، عادّةً أن هذا الأمر "يستند إلى المؤشرات السياسية والحركة الدبلوماسية التي نشطت" عقب اغتيال المسؤول العسكري بـ"حزب الله"، فؤاد شكر، في الضاحية، ورئيس المكتب السياسي لـ "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران، والتهديدات بالرد.
ورأت المصادر أن الحركة الدبلوماسية "ساهمت في تخفيف التوتر، وهو ما نراه اليوم مؤشراً في المطار".
ولا يستبعد رئيس لجنة الأشغال والنقل في البرلمان اللبناني، النائب سجيع عطية، أن تكون المؤشرات الأخيرة قد دفعت شركة "الفرنسية" لاستئناف رحلاتها إلى مطار بيروت، معرباً عن قناعته، في تصريحات لـ "الشرق الأوسط"، بأن الشركات العالمية، حين تتخذ أي قرار، فإنها تستند إلى معطيات سياسية ودبلوماسية، وتتقصى ما إذا كان الوقت حساساً أو مناسباً، ومن ثم، "لا أستبعد بأن يكون هناك ضوء أخضر لاستئناف الرحلات"، مؤكداً أن هذا التطور "إشارة إيجابية"، من دون تحديد نسبة هذه التهدئة وحدودها.
ويربط عطية هذه المؤشرات في بيروت مع مؤشرات أخرى في تل أبيب لجهة حركة الطيران، مضيفاً: "يبدو أن الجو العام يعكس ضوءاً أخضر أميركياً بأن احتمالات التدهور الآن مستبعدة"، مشيراً إلى أن شركات التأمين أيضاً تعمل وفق تطمينات ومعطيات دبلوماسية".
وقالت مصادر مطلعة على حركة طيران "الشرق الأوسط"، إن الشركة تشغل منذ بدء الحرب 20 طائرة من أسطولها البالغ عدده 24 طائرة، ولم تجرِ أي تعديلات على ذلك، مؤكدة أن الرحلات "كانت مليئة بالمسافرين، ولا تزال".