واكدت المصادر ان الموفد الاميركي لم ينقل اي تهديدات او تحذيرات خلافا لما تردد عبر بعض القنوات والمحطات، بل كان النقاش معه هادئا وصريحا، عبّر خلاله عن مخاوف واضحة بأنّ احتمالات اشتعال الحرب تبقى قوية جدا، في غياب الحل السياسي الذي يوفّر الأمن والاستقرار في منطقة الحدود الجنوبية، ويؤمّن عودة سكان الجنوب اللبناني والمستوطنات الاسرائيلية الى بيوتهم بأمان.
واشارت المصادر الى أن الاساس من زيارة هوكشتاين في هذا التوقيت هو التأسيس المسبق على الاختراق المتوقع في مفاوضات الدوحة، وتحضير الاجواء للانتقال سريعا الى مفاوضات الحل السياسي على جبهة جنوب لبنان، وبالتالي فإن جوهر هذه الزيارة السريعة، ليس محاولة وقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية، فالوسيط الاميركي أكد استحالة الوصول الى هذا الامر قبل وقف اطلاق النار في غزة، بل محاولة ابقاء الوضع على جبهة الجنوب محصورا في نطاقه القابل للسيطرة، ومنع تفاقمه الى حدّ ينعكس بصورة سلبية على مفاوضات الدوحة.
ولفتت المصادر الى أنّ "مقاربة هوكشتاين لصورة الوضع القائم عكست رغبة اميركية في احتواء او ضبط او منع ردّ "حزب الله" على "اسرائيل"، او ثني الحزب عن هذا الرد". حيث بدا متهيبا من احتمالات تصاعد التوتر في جنوب لبنان، وركز تكررا على الدعوة الى تجنّب القيام بأي عمل يؤدي الى تصعيد الموقف أكثر.
وقالت المصادر ان خلاصة زيارة هوكشتاين أنّه نقل رسالة واشنطن إلى كلّ الاطراف تتلخص بأنها لا ترغب في أن تتوسع دائرة الصراع او في أن تتورّط المنطقة في حرب واسعة. وأنّه لا ينبغي التصعيد من أي طرف كان. منبهة الى ان استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه من منازعات ومواجهات، نتيجته إدامة الصراع وحالة من عدم الاستقرار، واستمرار المعاناة.