واضاف: "وكذا شؤون المنطقة والعالم، ورغم أن الضرورة تفترض تلاقي القوى السياسية اللبنانية فيما بينها لتأمين المصالح الوطنية من خلال تسوية رئاسية، إلا أن هناك من لا يعرف إلا المصطلحات العبرية، وهناك من يستعير مواقَفه من البريد الصهيوني، وثالث ما زال غارقاً بأحلام الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وآخر ما زال يعدّ الأيام للخلاص من حماة المصالح السيادية في هذا البلد".
وتابع قبلان : "اليوم العالم كلّه قرية كونية، ولا يمكن فصل الآثار الدولية عن الواقع الإقليمي والمحلي، وما يجري في غزة خيرُ دليل على الارتباط التام بين جميع أوصال العالم، ولا حجّ بلا براءة، ولا براءة بلا براءة من أميركا وإسرائيل وداعميهم، ولا يمكن الانتماء لله والسكوت عما يجري في غزة وفلسطين، وإذا كان لله عدلٌ وفخرٌ ومواثيق في هذه الأرض التي تعيش رعبَ أباطرة العالم فهو يمرّ حتماً بجبهة لبنان التي لا تأخذها بالله لومةُ لائم".
وشدد قبلان في خطبة العيد على ان "زمن السطوة الصهيونية انتهى، والمعركة اليوم معركة قرار وطني ومصالح لبنانية، ولا تراجع أو تملّق بالمصالح الوطنية، والحليف حليفٌ بالمصالح الوطنية، ولا رمادية فيها، ولا صفقات، ورغم تفهّمنا للعواطف الوردية والخلفيات الوطنية إلا أن العالم غابةُ مشاريع انتقامية ومصائد فتّاكة، فلا تطمروا رؤوسكم بالرمال وإلا أكلتكم ضباع العالم. إن المحسوم المعلوم أن هذا البلد غارقٌ بأزمات المنطقة والعالم، ولا يمكن عزله عن سواتر الأميركي المختلفة، بما فيها السواتر الناعمة المطبوخة بالعسل المسموم، والحل فقط بتسوية وطنية، ومصالح لبنان الوطنية خطٌ أحمر، والديمقراطية أمرٌ مقدس إلا اذا أصبحت عدواً لمصالح لبنان الوطنية، ولسنا ممن يغفل عن لعبة واشنطن التي تتراقص فوق جثة الديمقراطية للإطاحة بالقرار الوطني، على أن ديمقراطية لبنان توافقية لا عددية، وقد التزمناها إصراراً منّا على حماية العائلة اللبنانية، وإلا كانت صورة البلد مغايرة بشدة".
واضاف: "إن المواقف الاعمائية والانتقامية لا تفيد، ولبنان أكبر من أن يعود للتقسيم، والحرب الأهلية انتهت الى لا رجعة، ولبنان المركزي الواحد أبدي، وبعض الاعلام الصهيوني ممول بالسمّ، وتهديد البعض نعتبره حبراً على ورق، وبيع المواقف رخيص هو وأصحابه، والمصلحة الوطنية تفترض حماية المصالح السيادية لا المصالح الصهيونية، والقتال الذي تخوضه المقاومة على الجبهة الجنوبية مكرسٌ فقط لحماية لبنان الواحد بعيداً عن الزواريب الطائفية وأحلام الفدرالية المقيتة، والخطأ بالخيارات الاستراتيجية كارثة مدوية، ولا عذر أبداً لمن يخطئ بخيارات لبنان الاستراتيجية. وللبعض أقول: سيادة لبنان هي الأهمّ على الاطلاق، وقرابين المقاومة مفخرةُ هذه السيادة، ومعركتنا معركة استقلال استراتيجي وسيادي لا سابق له، وللأسف عويل البعض عويلٌ على إسرائيل التي تحترق، ومن لحق بالمقاومة انتصر ومن تخلّف إنما خذل صميم مصلحة لبنان، والتهويل لا يفيد أحداً، والمشكلة أن حجم المأزِق الذي يصيب الإسرائيلي دفعه كي يضغط على بعض أبواقه التافهة في لبنان للصريخ ظاهراً من أجل لبنان وباطناً من أجل إسرائيل".
وختم قبلان: "كل التحية لغزة ورمالها التي تبتلع الجيش الصهيوني، وكلّ الفخر لصواريخ يمن الكرامة وترسانتها، وكلّ الشرف للفصائل العراقية الأبيّة التي إذا رمت دمّرت، وكلّ العظمة لطهران التي بَنت قوةً محورية لجلد الشياطين، والموقف اليوم للجبهات، ولبنان بكلّ طوائفه رأس مصالح المقاومة السيادية، ولن نسمح لإسرائيل أن تخرج من هذه الحرب بوضعية المنتصر أو وضعية الأقوى، والحذر الحذر من حربٍ بلا حدود، وسلاح وذخيرة الجيش الإسرائيلي من أميركا، ما يعني أن قرار الحرب أميركياً، ولحظة التاريخ ليست بعيدة، ونحن على خطوة من الانتصار إن شاء الله. كل عام وأنتم ولبنان والمقاومة وغزة والعراق واليمن وباقي جبهات القتال السيادي بخير".