"ألم أقل لك منذ أكثر من 13 عاماً أن امامك فرصة سانحة لتكتب اسمك ناصعاً في صفحات التاريخ لو رحلت آنذاك عن السلطة بإرادتك، قبل أن تُدَمَّر سوريا ويهجَّر الملايين من أبناء شعبها. لو استمعت للنصيحة يومها ووضعت الأسس الصحيحة لانتقال سلمي للسلطة لبقيت في وطنك مكرماً عزيزاً، ولكن أخذتك العزة بالإثم. وها أنت ترحل على أي حال لأن الثورة لا تنتهي في بضع سنوات، والنتيجة هي نفسها بعد 13 عاما ولكن الخسارة جاءت على حساب سوريا وشعبها وجيشها وتهديم مقدراتها وتهجير أهلها، فانظر أين سيسجل اسمك، ولات حين مندم! وللثوار أتوجه بالنصيحة وأقول عليكم أن تعاملوا كل السوريين بشتى طوائفهم ودياناتهم سواسية بعيدا عن أي ممارسات انتقامية وهدم وتخريب للممتلكات والمقدرات والمؤسسات وخاصة جيش سوريا."
واضاف: "وعليكم أن تلملموا الجراح بسرعة ولا تختلفوا على السلطة فسوريا يجب أن تستعيد دورها الإقليمي والدولي كما ينبغي أن يكون، وكما يليق بها وبتاريخها ومكانتها الحضارية، وكما كانت دائما بلا تهميش أو إقصاء لأي من مكونات المجتمع. وعليكم أن تدركوا وتعلموا أن أمامكم تحديات صعبة إقليمياً ودولياً، ولذلك يجب أن تكونوا جميعاً صفاً واحداً، وأن يكون هدفكم الأساسي هو إعادة بناء وإعمار سوريا التي نعرفها ونحبها. وعليكم أن تتعاملوا مع المجتمع الدولي حسب المعطيات المعروفة والمعاهدات الموثقة. وعليكم كذلك أن تحافظوا على علاقات سوريا المتينة والإيجابية مع دول الجوار والتعامل معها باحترام حسب الأصول حتى تتجنبوا أي تدخلات خارجية وتستطيعوا العمل لبناء سوريا من جديد. والنصيحة الأهم في هذه المرحلة الانتقالية هي ألا تتنازعوا على السلطة وهذا هو ما حدث كثيراً في حالات وظروف مثل ظروفكم الحالية، ونسأل الله ألا يحدث في سوريا العزيزة. فالاختلاف على السلطة يؤدي إلى ضياع المنجزات ويفتح الباب أمام الكامنين في أروقة التحديات الإقليمية والدولية لركوب موجة الثورة وإعادة تشكيلها وتوجيهها وفق مصالحهم هم. وإذا أردتم الاستقرار وتحقيق أماني شعبكم فينبغي ألا يكون هناك أي انتقام من أي أحد، وأن يكون التسامح سبيلكم في كل الأحوال، وأن تضمنوا لجميع الأقليات حقوقها وكرامتها سواسية مع كل المواطنين، لبناء سوريا بناء ديمقراطيا وفق إرادة شعبها كله. حفظ الله سوريا وأهلها."