وخلال استقباله رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان وأعضاء الحكومة الجديدة توجه خامنئي للحاضرين بالقول إنه "لا تعقدوا الأمل على الأعداء ولا تنتظروا موافقتهم للمضي في برنامج البلاد"، مضيفاً أن ذلك "لا يتناقض والتعامل مع هذا العدو نفسه في مكان ما، لكن لا تثقوا به"، داعياً إلى وضع القوانين لمنع انتهاك سيادة إيران في المجال الافتراضي.
ورأى خامنئي، أن"إيران، تُعرف بقدرتها في المنطقة وقوتها العسكرية وتطوّرها العلمي وعمقها الاستراتيجي بعد أن كانت تعرف سابقاً "بالنفط وصناعة السجّاد"، مؤكداً أن قدرات إيران وإمكانياتها "ليست بالأمر الضئيل بل هي مهمة وفرصة للتأثير على دول العالم والمنطقة". وأكد أنّ لدى إيران فرصاً متنوّعة وإمكانيات مختلفة من الثروات الاقتصادية والبشرية إلى جانب الموقع الجغرافي المميّز، مشدداً على ضرورة العمل على توظيفها لتقدّم مكانة إيران.
ودعا خامنئي، المعنيين للعمل على تأسيس البنى التحتية الخاصة بالذكاء الصناعي، محذراً من وضع قيود لتطور الذكاء الصناعي مستقبلاً على غرار قيود التطور النووي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لتتحكّم به قوى محدّدة في العالم". وقال إن "الذكاء الصناعي يتطوّر بسرعة عجيبة في العالم"، مجدداً دعوته إلى التعمّق في خفايا هذا العلم وامتلاك التكنولوجيا لذلك، وعدم الاكتفاء باستخدامه فقط، لأنه اليوم "بيد الآخرين".
ورأى أنّ الاعتماد على عمل الخبراء يعني الاعتماد على "الحكم الحكيم"، مشيراً إلى أنه يجب اختيار الخبير "الذي لا يبحث عن النسخ الأجنبية". ودعا أعضاء الحكومة إلى القيام بالزيارات والرحلات التفقدية الى المدن الإيرانية المختلفة.
وأشاد بجهود رئيس الجمهورية بزشكيان، وتعاون مجلس الشورى الإسلامي على تشكيل هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن، ومنح الثقة كاملة لأعضائها المقترحين كافة. وصرّح بأن بزشكيان استشاره في اختيار الوزراء، موضحاً بأنه وافق على البعض وأكد البعض الآخر، ولم يبدِ رأيه بالعديد منهم لأنه لا يعرفهم.
وأضاف خامنئي، أنه يقع على عاتق الوزراء "مسؤوليات كبيرة وجمّة"، بعد نيلهم ثقة مجلس الشورى، داعياً الجميع إلى التعاون معهم ومساعدتهم من أجل إنجاح عمل الحكومة، معتبراً هذه المسؤوليات أنها "نعمة إلهية عظيمة يتمكّن من خلالها الوزراء من خدمة الناس".